في الوقت الذي وجدت منابر "إعلامية" يديرها "زملاء" أو من هم في حكم "الزملاء" في تقرير غفل صدر يتهم الجرائد المغربية الأكثر انتشارا في المغرب وفي مقدمتها "الأحداث المغربية" (مع الأخبار وأخبار اليوم والصباح والمساء) بأنها تبث الحقد والكراهية في المجتمع، فرصة للنيل من هاته المؤسسات وتصفية الحسابات معها بطريقة مثيرة للشفقة انبرى ناشطون وإعلاميون وفاعلون في الأنترنيت لمناقشة عاقلة لهذا التقرير المجهول الهوية والدوافع والمرامي والمبني على جهل فظيع بكل ما ادعى الحديث عنه من بين القراءات الموضوعية، وهي كثيرة لحسن الحظ ماجعل السحر يرتد على الساحر، قراءة لعماد الشقيري نعممها للفائدة لهواة "الحقد والكراهية" الحقيقيين وقد جاء فيها ملاحظات منهجية حول تقرير مرصد الاعلام في شمال افريقيا والشرق الاوسط الخاص برصد خطاب الكراهية والحقد في الصحف الوطنية: 1- من الناحية المنهجية (العلمية) في البحث ولاستقصاء لابد من تحديد الكلمات الدلالية أو ما يعرف بالكلمات المفتاح، لتحديد عناصر البحث، بمعنى وضع لائحة بالكلمات التي سيعتمدها البحث ككلمات أو جمل أو صور تعبر عن الكراهية…. بينما التقرير يخلو بصفة نهائية من اي كلمات دلالية أو كلمات مفاتيح وبالتالي هذا نقص منهجي يجعل التقرير معيبا منهجيا 2- التقرير مشوب بالكثير من الأخطاء اللغوية والنحوية، وبالتالي هو يعكس الهشاشة اللغوية أو ما يمكن وصفه بالمعرفة اللغوية حتى تمكن الباحث من التحديد السليم لتوظيف الكلمات الدلالية التي يحددها الباحث ككلمات مفتاح، وهذا الأمر يجعل تضمين معنى الكراهية والحقد لكلمات محددة معيبا… 3- التقرير اعتمد تقنية الإحصاء، ولم يتناول السياق السياسي والاجتماعي الذي أنتج فيه هذا الخطاب، بمعنى عزل الخطاب الصحفي عن السياق المجتمعي العام الذي أنتج فيه، وبالتالي فالصحافة تعكس نوعية الخطاب السائد في المجتمع ولدى النخبة السياسية، رغم الغشارات التي تضمنها التقرير حول الخطاب السياسي، والمعروف تاريخيا أن الصراع السياسي لا يخلو من خطاب التنابز والعنف اللغوي، وهذا الأمر نراه في أكثر الديمقراطيات عراقة، ومع ذلك من الصعب محاكمة التقرير على تغييب السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي السائد لأن التقرير معطوب منهجيا بتغييبه للكلمات الدلالية، مثلا هل نعتبر كلمة صالوبار أو حشايشي أو ديالي كبر من ديالك تعبيرات عن الحقد والكراهية؟ أم هي عبارات دارجة لدى المجتمع المغربي وطبع معها؟ وهل استعمال كلمة "إخونجي" أو مارق أو دعارة …. من طرف صحفي يعتبر تحريضا على الحقد والكراهية أم هي كلمات لوصف ظاهرة مغربية معينة؟…. عموما التقرير يحتاج الكثير من التصويب المنهجي حتى يتم الأخذ بنتائجه.