احتجاجات عارمة واكبت انطلاق موسم قلع الشمندر بسيدي بنور، فبعد الوقفات التي نظمها الفلاحون والمياومون بالعديد من المراكز الفلاحية احتجاجا على استعمال المكننة في عملية قلع نبات الشمندر وهو ما تسبب في تشريد مئات العمال الذين دأبوا على العمل في حقول الشمندر السكري، كلما حل موسم الجني الذي يمتد ما بين شهري أبريل و يوليوز من كل سنة. كما تسببت الآلات المعتمدة في جني حبات الشمندر حسب بعض المزارعين في ارتفاع نسبة الأوساخ بشكل كبير، إذ بلغت حوالي 20 في المائة، مقارنة مع نسبة الأوساخ التي تُحتسب بالاعتماد على اليد العاملة في عملية القلع والتي لا تتعدى 3 في المائة، وهو ما يؤدي حتما إلى تراجع هامش الربح من المنتوج، و كذا «سحق» ورقة الشمندر بواسطة آلة القلع، ما يضر بمدخول الفلاح الذي دأب على بيع ذات الورقة في المواسم الماضية، حيث تظل صالحة للاستعمال عندما كانت عملية القلع تتم بواسطة اليد العاملة. كما أبرز بعض الفلاحين تضررهم من غلاء فاتورة مياه السقي التي وصلت هذه السنة 5500 درهم للهكتار الواحد، بزيادة مضاعفة مقارنة مع السنة الماضية إذ لم تتعد قيمة الفاتورة 2800 درهم للهكتار الواحد، وهو ما جعل مجموعة من الفلاحين يفكرون في التخلي عن زراعة الشمندر السكري خلال السنة المقبلة. هي مشاكل غير متوقعة برزت ضدا على رغبات المسؤولين مع بداية موسم القلع فأثرت بشكل سلبي على كمية المنتوج المنقولة إلى معمل السكر «كوسيمار» بسيدي بنور والتي لم تتعد 10000 طن يوميا، هذا في الوقت الذي كانت تتوقع فيه إدارة المعمل ذاته أن تبلغ كمية الشحن 16000 طن في اليوم. وبموازاة مع ذلك فقد عبّر العديد من سكان مدينة سيدي بنور عن استيائهم جراء المشاكل التي يعانونها كل سنة بموازاة مع انطلاق العمل بمعمل السكر، حيث الروائح الكريهة تعم أرجاء المنطقة من خلال الأدخنة التي ينفثها في اتجاه المدينة ليل نهار، وتأثير المخلفات السائلة التي يتم رميها في الأحواض المجاورة أو في مجرى الواد الحار للمدينة على الفرشة المائية و التربة، وهو ما يجعله مصدرا للتلوث جراء عدم اتخاذ ما يكفي من الاحتياطات خاصة على مستوى توسيع قاعدة التشجير، بالإضافة إلى الفوضى العارمة التي تعم مدينة سيدي بنور من خلال الحركة الدؤوبة للجرارات والشاحنات المهترئة، التي يتم الاعتماد عليها في نقل مادة الشمندر إلى المعمل والتي تشكل خطرا على ساكنة المدينة بالنظر إلى حالتها الميكانيكية المتردية وعدم احترام سائقيها لقانون السير، وهو ما يتسبب كل موسم في حوادث سير خطيرة. عبد الفتاح زغادي