انطلقت عملية قلع الشمندري كما هو معلوم في 16 أبريل الماضي وهي العملية التي خلقت رواجا اقتصاديا بالإقليم من حيث توفير اليد العاملة النشيطة ووسائل النقل والتهيئ المبكر من اجل انجاح هذه العملية التي عرفت انطلاقة جيدة خصوصا من حيث التنظيم والاستقبال. السيد سعيد الزعام مدير وحدة الانتاج بمعمل السكر بسيدي بنور صرح للجريدة كون المساحة المزروعة خلال هذه السنة من مادة الشمندر تقدر بحوالي 18500 هكتار، وأن المعمل و بفضل التجهيزات الحديثة تمكن من تحويل 16 ألف طن في اليوم من مادة الشمندر بما يفوق المعدل العادي وأن انتاج السكر في اليوم يقدر ب 2000 طن بزيادة 7,5 في المائة مقارنة مع السنة الفارطة ، ويضيف السيد مدير معمل السكر بسيدي بنور أن أمطار الخير التي عرفتها بلادنا خلال هذا الموسم و كذا الزراعة المبكرة للمادة مع المعالجة بواسطة الأدوية و الأسمدة أدت هي الأخرى الى تحسين منتوج الفلاح حيث سجل ارتفاع بنسبة 63 طن في الهكتار بنسبة الحلاوة تقدر ب 18 في المائة ونسبة الأوساخ 7,8 في المائة مؤكدا أن شركة كوسومار احتفظت بنفس السومة بالرغم من ارتفاع ثمن المحروقات كما ضل ثمن التفل ( علف البهائم ) بالسومة الاعتيادية 1350 درهم للطن و الشمندر 500 درهم للطن . عملية قلع الشمندر لهذه السنة لم تخلو من مشاكل واحتجاجات الفلاحين الذين عبروا عن مطالبهم خصوصا فلاحي اثنين الغربية، هؤلاء نظموا أكثر من وقفة احتجاجية بسبب مكينة القلع التي فرضت عليهم حسب تعبيرهم ، حيث صرحوا للجريدة أنهم متضررون من عملية مكننة قلع الشمندر الأمر الذي يحرم أبناءهم من كسب قوت يومهم بالاشتغال في عملية القلع ، كما سجلت مجموعة من حوادث السير بالإقليم بسبب الجرارات والشاحنات التي تقوم بحمل الشمندر من الحقول الى المعمل دون مراعاة لجانب السلامة واحترام لقانون السير، ومن جانب آخر عبرت الساكنة عن قلقها بسبب الروائح الكريهة التي تصل حد البيوت ما يحرجهم و يزعج راحتهم بين أفراد الأسرة ... الجريدة حملت هذه المشاكل الى السيد سعيد الزعام مدير المعمل ، الذي تحدث الينا بصدر رحب مؤكدا أن معمل السكر والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وجمعية منتجي الشمندر قاموا جميعا و في عمل مشترك بدورات تكوينية في مجال السلامة الطرقية لفائدة سائقي الشاحنات و الجرارات تفاديا لأي مشكل أو عطب قيد يؤثر على سلامة وصحة المواطن أولا ثم على السائق و مادة الشمندر التي يحملها ، مضيفا أن مشكل فلاحي اثنين الغربية ليس مشكلا كما يعتقدون لأن عملية مكننة قلع الشمندر لها مميزات وجوانب ايجابية كونها تحافظ على بذرة الشمندر و تقوم بقطع الأوراق بطريقة جيدة و فوق كل هذا و ذاك فهي عملية مربحة على اعتبار أن العنصر البشري يبقى بعيدا عن كل مكروه (تجنب مشاكل اليد العاملة)، كما أن هناك ربح في الوقت واحترام آجال القلع تفاديا لأي ضرر قد يلحق بالمنتوج من قبيل الخمج أو التعفن أو الاصابة بأمراض أخرى نتيجة الحرارة موضحا أن عملية المكننة ستطال جميع المناطق خلال السنوات القادمة أما فيما يتعلق بالروائح الكريهة يقول السيد سعيد فهي غير ضارة و قد قلت نسبتها كثيرا بحيث قام المعمل بإحداث مناطق داخلية لمعالجة المياه مستعينا في ذلك بأحدث التجهيزات عالميا ( اقتناء 7 آلات من أوروبا ) في معالجة المياه قبل صرفها و بذلك يكون المعمل قد ساهم و بشكل كبير في الحفاظ على سلامة البيئة و لعل ما يؤكد ذلك هو مشاركة المعمل يضيف السيد الزعام في مجموعة من الانشطة المتعلقة بالبيئة ناهيك عن تشجيع الفلاحة والفلاح و الانخراط في الأعمال الاجتماعية خصوصا تلك التي تهم جانب التمدرس و صحة الأطفال و الأم ... تمتد عملية قلع الشمندر الى غاية يوم 15 من شهر يوليوز القادم حسب البرنامج المسطر من طرف القائمين على معمل السكر ، ما يعني ارتفاع في درجة الحرارة الأمر الذي قد يلحق أضرارا ببدرة الشمندر ، كما أن الفترة قد تعرف بعض الاضطرابات في القلع باعتبار أن شهر رمضان الكريم على الأبواب حيث يصعب العمل في الحقول، أمور على المسؤولين وضعها في الحسبان حفاظا على حقوق الفلاح و تجنبا لكل ما من شأنه أن يؤدي الى اتلاف الشمندر .