تمتاز منطقة دكالة بصفة عامة ومنطقة سيدي بنور بصفة خاصة بزراعة مادة الشمندر إلى جانب كل من زراعة القمح والشعير والذرة وتربية المواشي والأبقار... لذلك ففلاح المنطقة يراهن كثيرا في مدخوله السنوي على المحصول الجيد من هذه المادة التي تساهم وبشكل كبير في الرفع من حركة الشغل بالإضافة إلى تنشيط العديد من المجالات ( النقل ، التجارة ...) ، خصوصا بعد تصنيع مادة الشمندر لأن تصبح علفا للبهائم وما تذره من مبالغ مالية على الفلاح تساعده في حياته اليومية على مواجهة الظروف المعيشية وكذا تحسين أوضاعه الاجتماعية ... ونظرا لنوعية التربة الجيدة " التيرس " التي تمتاز بها بمنطقة سيدي بنور فقد عرفت زراعة الشمندر بها انتشارا واسعا لدرجة قد لا يوجد فلاح لم يقم بزرعها ، خصوصا مع التساقطات المطرية الأخيرة التي عمت البلاد، الشيء الذي أزاح عن الفلاحين الخوف فيما يخص النقص الذي كانت تعرفه مياه السقي، غير أن هذا كله ترك جانبا مع أمطار الخير التي استقبلها الفلاح بفرح كبير ليس بمنطقة دكالة فحسب بل على الصعيد الوطني . تنطلق زراعة الشمندر خلال شهر أكتوبر وبداية نونبر، بعد أن تخضع الأرض لعملية القلب عدة مرات، حتى يكون الإنتاج من مادة الشمندر جيدا ، كما يقوم الفلاح بمداواتها من الأعشاب الطفيلية والحشرات الضارة بأوراق الشمندر ، وقد زاد من تشجيع فلاح المنطقة على زراعة الشمندر عدة عوامل تحفيزية ، حيث بلغت المساحة المزروعة هذه السنة ما يناهز19500 هكتار ستمكن من إنتاج ما يزيد عن مليون و 300 طن من هذه المادة، كما لعب توسيع معمل السكر وما عرفته طاقته التحويلية من زيادة دورا مهما ساهم وبشكل كبير في الحد من الأضرار التي تصيب الشمندر والخسائر التي كان يتكبدها الفلاح جراء ذلك . جريدة الاتحاد الاشتراكي التقت ببعض فلاحي المنطقة ممن يهتمون بزراعة الشمندر بكل من منطقة بني هلال و وبوحمام و العونات ، فكانت تصريحاتهم متقاربة مؤكدين على كون الإنتاج من مادة الشمندر لهذه السنة يعد جيدا اثر التساقطات المطرية التي ساهمت بشكل كبير في تشجيع الفلاح على خدمة أرضه جيدا قصد زراعة الشمندر ، وهي ظروف ساهمت في تشجيع الفلاحين بالإضافة إلى ما يتلقونه من تكوين و مساعدة من طرف المسؤولين عن القطاع على اختلاف مجالات اشتغالهم، يقول احدهم، بالإضافة إلى المساعدات التي يتلقونها من طرف جمعية منتجي الشمندر بالمنطقة، مضيفا وهو يمسح العرق الذي كان يصب من جبينه نتيجة ارتفاع الحرارة " نتمنى أن يعم الخير في السنة المقبلة ، و أن ينعم الله علينا بأمطار الخير مثل هذه السنة ...". جمعية منتجي الشمندر تم تأسيسها خلال سنة 1986 وتضم 30 عضوا بمجلسها الإداري و 120 ممثلا لها ، ولمعرفة أهداف الجمعية ومجالات تدخلاتها لفائدة الفلاح زارت الجريدة مقر الجمعية الكائن بسيدي بنور، حيث التقت برئيس الجمعية والذي أدلى بتصريح في الموضوع جاء فيه أن «جمعية منتجي الشمندر أسست لهدف واحد ألا و هو مساعدة الفلاح والوقوف إلى جانبه سواء للتغلب على الصعاب التي قد تصادفه خلال الفترة الممتدة بين زراعة الشمندر وقلعه ونقله إلى معمل السكر، أو للدفاع عن مصالحه أمام الجهات المسؤولة ... ، كما تضع الجمعية برنامجا لتكوين الفلاح، وتقوم بتمثيله في جميع اللجان التقنية، حيث هناك لجنة تقنية للسكر وأخرى موسعة تتكون من مهندسين وممثل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وممثل معمل السكر وتقنيين بالإضافة إلى ممثلي منتجي الشمندر»، وقد عبر السيد رئيس الجمعية عن ارتياحه لنسبة الإنتاج المحصل عليها هذه السنة معتبرا إياها سنة الخير والإنتاج الجيد على فلاح المنطقة بصفة عامة نظرا لكمية الأمطار الهامة التي نزلت بالمنطقة، مشيرا إلى «التغييرات الايجابية التي شهدها معمل السكر والتي كانت لها انعكاسات جد ايجابية على مادة الشمندر أولها تحويل هذه المادة في ظروف زمنية معقولة تساهم في تجنب إصابة الشمندر ببعض الأمراض، وكذا الخمج، بمعنى آخر تقليص فترة الأمراض ، وهذا في حد ذاته يضيف السيد رئيس الجمعية أمر مهم جدا سواء للفلاح أو لباقي الشركاء حيث سيستفيد منه الجميع» دون أن يخفي بعض المشاكل المؤثرة في حبة الشمندر كموجة الحرارة التي تعرفها المنطقة هذه الأيام ، حيث تؤثر على البذرة سلبا وذلك بتعفن جذورها وفقدان كمية كبيرة من الماء الذي يفقدها نسبة الحلاوة و بالتالي الجودة ، كما أن قلة اليد العاملة والنقص الملحوظ في وسائل نقل مادة الشمندر من الحقول إلى المعمل هي كذلك عوامل مؤثرة . ومعلوم أن إنتاج الهكتار الواحد لهذه السنة من مادة الشمندر يناهز 15 ألف طن، وبلغت نسبة الحلاوة 17،5 % والأوساخ بلغت نسبتها 7 % ، وتسهيلا لعملية القلع وحتى لا يظل القطاع خاضعا لتأثيرات اليد العاملة و وسائل النقل، وضعت الجمعية مشروع برنامج للموسم الزراعي المقبل لأجل مكننة القطاع وذلك باعتماد زراعة نوع من بذرة الشمندر ذات الحبة الواحدة على مساحة تقدر بحوالي 60 % من المساحة المراد زراعتها ستمكن من استخدام آلات حديثة تقوم بعملية قلع الشمندر في الحقول وبأقل تكلفة وتحافظ على جودة المنتوج . من خلال لقائنا بالسيد رئيس الجمعية والارتسامات التي استقيناها من بعض الفلاحين لاحظنا أن هناك ترحيبا كبيرا بكل ما يخدم القطاع الفلاحي بالمنطقة، و يساهم في تطوير أداء الفلاح من الناحية التقنية، أو عن طريق اكتساب أساليب تساهم في الرفع من إنتاج الفلاحين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية .