قصف خصومه و استوصى رجال للسلطة خيرا بالمواطنين ابن كيران : رجال السلطة "خاصهم ما يعودوش يحشمو بينا" كعادته كل فاتح ماي، لم يخلف عبد الإله ابن كيران زوال اليوم، موعده مع شارع بوشعيب الدكالي، وهو يحضر لاحتفالات ذراع حزب العدالة والتنمية النقابي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. محاطا بسلسلة بشرية ورجال أمن من مختلف الرتب من بينهم رئيس منطقة أمن الفداء مرس السطان، حضر عبد الاله ابن كيران إلى منصة بوشعيب الدكالي بمقاطعة الفداء، بخطوات متثاقلة وسط هتافات بواسطة مكبرات الصوت التي كانت تحتفي بمقدمه، هو وأعضاء المجلس الوطني لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. افتتح المهرجان الخطابي، عبد الإله الحلوطي الأمين العام الجديد لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي للبيجيدي، متقدما بالشكر لمناضلي نقابته وحزبه على دعهم و ثقته، في الاستحقاقات النقابية والانتخابية، محيلا على خلافة محمد يتيم على رأس النقابة، وعلى انتخابات المأجورين. وقال الحلوطي "إننا لا نلتصق بالكراسي" مشيرا بمسحة دينية أن توليه الأمانة العامة للنقابة "أمانة في عنقه"، قبل أن يعلنها كما يقول "مدوية"، ويؤكد أن نقابته تساند الحكومة وتوجهاتها، واصفا إيها ب"الحكومة الشجاعة"، التي "أنقذت" الوطن واقتصاده، محيلا على ما تحقق للطبقة العمالية حسبه من زيادة في التعويضات العائلية وتحسين الدخل في إشارة إلى اتفاق 26 أبريل، والزيادة في منحة الولادة، ودخول آباء وأمهات المأجورين والموظفين دائرة الاستفادة من التغطية الصحية. ثم جاء الدور على عبد الاله ابن كيران ليقول كلمته، بخطوات متثاقلة وصوت خافت، وهو يلبس جبة رئيس الحكومة، قائلا : "أنا حاضر، الحمد لله مازال مطيحونيش"، وهو يرد على نداءات الحاضرين من حزبه ونقابته، في إشارة مباشرة إلى خصومه السياسيين. وبخطاب عاطفي عززه صوته الخافت الهادئ، وصف ابن كيران وصوله إلى شارع بوشعيب الدكالي، وما علق به من مشاهد نساء طاعنات في السن وأطفال، ورجال من الصحافة والإعلام، كلهم "كانو فرحانين بيا"، مبديا تأثره الشديد بحفاوتهم متوجها إلى الحاضرين "شكرا لي حمرتو لينا وجهنا الله يجازيكم بخير" في إشارة إلى ثقة الناخبين في شخصه وحزب العدالة والتنمية. المسحة العاطفية في كلام ابن كيران استمرت، ليتوجه للحاضرين ويقول "كتعزوني الله يعزكم" قبل أن تدمع عيناه من التأثر، في جو عاطفي دغدغ مشاعر الحاضرين و سط هتافات نقابيي حزبه "بالروح بالدم نفديك يا ابن كيران"، قبل أن يقول للحاضرين "و اسمحو ليا أنا إنسان عاطفي". بنفس الصوت الهادئ، واصل ابن كيران حديثه، ليؤكد كما أكد مرات عديدة في تجمعاته الخطابية على أن مرجعية الحزب الإسلامية، التي تتوافق حسبه مع مرجعية المغاربة القائمة على الاسلام المعتدل وعلى مؤسسة إمارة المؤمنين، صمام أمان واستقرار المغرب، والتي جنبت حسب ابن كيران ما عصف بجميع من البلدان العربية، وتداعيات الربيع العربي، قبل أن يؤكد صراحة وهو يتوجه إلى خصومه السياسيين" حنا ماشي إسلاميين، حنا مسلمين". قصف الخصوم السياسيين تواصل بشكل ضمني، ليقول "حنا حزب ماشي قطر بينا السقف البارح" في إشارة صريحة لحزب الأصالة والمعاصرة، ثم بشكل صريح، ليوجه كلامه مباشرة للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة "مافيدكش أ السي إلياس سير تكمش"، ويجيبه عن تصريحات سابقة له: "كايقولو حنا تنازلنا باش يربح العدالة والتنمية". وواصل ابن كيران توجيهه نيرانه إلى إلياس العماري، ليوجه له سؤالا إنكاريا مباشرا "كنتحداك تجمع هاد الناس في الشمس"، وهو يتحدث عن الحاضرين في تجمعه الخطابي. قاموس العنف السياسي تواصل بعد أن وصف الأمين العام للحزب الأصالة والمعاصرة ب"رجل المهمات المشبوهة، أما باش تولي زعيم سياسي لا"، كما وصف حزبه ب"النفاخة اللي داروها ليها الدوباج وهي تفش". ابن كيران لبس كذلك جبة الواعظ، وهو يستوصي رجال السلطة بالمواطنين، بوصفهم "القدوة" وأن لا يتجاوزو القانون في استعمال القوة، وأن المغاربة إخوة، وأن القانون يسري على الجميع، وأن رجال السلطة "خاصهم ما يعودوش يحشمو بينا"، قبل أن يحيل على فضيحة قائد الدروة، وصافا إياه بكونه دخل منزل غيره، ويتوجه إليه بالكلام: "أنت رجل سلطة، خاصك تكون بعيد على كل حاجة اللي كيطيح من الكرامة"، ويؤكد أنه لا يريد أن يتدخل في سير العدالة لكنه يتأسف على سجن الزوجين الذين ابتزا القائد. تنبيه رجال السلطة استمر فيه ابن كيران، وهو يتأسف على وفاة بائعة "البغرير بالقنيطرة" التي حرقت ذاتها، مشيرا الى أن من واجب رجل السلطة الرحمة في التعامل مع المخالفين ودون أن يدفعهم إلى تصرفات لا يعلم عواقبها، قائلا "مابغيناش بوعزيزي" و"خاص رجال السلطة مايحكروش على المواطنين".