هل حرك إدريس الأزمي شفتيه أم تململ من مقعده أم أومأ برأسه استهزاء بما كان بنشماس يتكلم به؟ لا أحد ممن كان ليلة أول أمس بإحدى قاعات مجلس المستشارين، يتابع اجتماع لجنة المالية بالغرفة الثانية لاحظ حركات الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية. فقد كان الكل منتبها لما يقوله رئيس فريق الاصالة والمعاصرة حكيم بنشماس في مداخلته لمناقشة مشروع قانون المالية. بعد حوالي ساعة ونصف من المداخلة الماراطونية لبنشماس، آنفجر الوضع داخل القاعة. رئيس مستشاري “البام” توجه بشكل فاجأ الجميع نحو الوزير إدريس الأزمي منتقدا حركات وملامح وجهه. حكيم بنشماس اعتبر أن ملامح وجه الأزمي لم تكن تخفي إلا الاستخفاف “بالمجهود الذي بدله الفريق وحزب الأصالة والمعاصرة من أجل مناقشة مشروع الميزانية التي تقدمها الحكومة”. طبل الحرب الذي قرع في القاعة الثانية في بناية مجلس المستشارين لم يكن إلا حلقة أخرى من صراع حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة والتي ينتظر أن تكون أكثر ضراوة في مجلس المستشارين عما تم تسجليه في مجلس النواب. رئيس فريق الأصالة والمعاصرة توجه إلى الأزمي وخاطبه بالقول “لا أسمح لك بإبداء الاستهزاء بأفكارنا، أنت ضيف عندنا وعليك إبداء مزيدا الاحترام لهذه المؤسسة”. بنشماس الذي قطع مداخلته، قال بنبرة شديدة اللهجة “أنا لست من يسمح بالاستهزاء منه ولست من البرلمانيين الذين يتبعونك في ممرات المجلس لتخفض لهم الضريبة”. وقفت غضبة حكيم بنشماس عند هذا الحد. ولكنها لم تقف في القاعة. انتفض ثلاثة مستشارين من الاتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية. عبد الله عطاش مستشار الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب طالب بنشماس بإبداء الاحترام اللازم لأنه يخاطب وزيرا في الحكومة، “حنا ماشي في الزنقة أو لقريعة أو شطيبة” يضيف عطاش في مواجهته لبنشماس”. عبد الإله الحلوطي مستشار نفس النقابة، ونائب كابتها العام لم يكتف بمجرد الاحتجاج على ما قاله بنشماس، وقلب الكرسي الذي كان يجلس عليه لمرتين احتجاجا على مستشاري “البام”. الحلوطي خاطب أولا رئيس اللجنة طالبا منه أن يضع كل عند حده، قبل أن يهاجم مستشاري الأصالة والمعاصرة بالقول “إن زمن التحكم قد انتهى”. العربي المحرشي مسشار البام انتصر لرئيسه عندما رد على الحلوطي بالقول “وانتم اللي محاصرين البلد”، ما دعا الحلوطي لوصف لمحرشي ب”الأحمق”، لتنطلق بعد ذلك الحرب الكلامية وتتوقف الجلسة. مستشارو الفريق الفيدرالي بلجنة المالية بمجلس المستشارين كان لهم قرار آخر، وقالوا على لسان رئيس محمد دعيدعة إنهم غير راضين عن مآل أولى جلسات مناقشة قانون المالية، لهذا نعلن الانسحاب احتجاجا على تردي النقاش السياسي بين الحكومة وبين مستشارين”. إدريس الأزمي، الذي أبدا رزانة أثناء المشاداة قال مستغربا وموجها كلامه للمستشارين “كيف يعقل في اطار الاحترام المتبادل بين المؤسسات أن يواجه وزير بهذه الطريقة، ويهاجم لأنه حرك ملامح وجهه، وهو ضيف”. الجيلالي بنحليمةس