قاد رئيس الحكومة الامين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الاله ابن كيران، مساء اليوم تجمعا خطابيا غفيرا بمدينة فاس، هو الأول من نوعه في القلعة الانتخابية لغريمه زعيم حزب الاستقلال حميد شباط. ابن كيران عاد ليعلن تفاؤله بقدرة حزبه على الفوز بالانتخابات الجماعية المقبلة، وتحدى خصومه في حزبي الاستقلال والاصالة والمعاصرة أن يخرجوا مثله لتنظيم لقاءات جماهيرية في المدن، وذهب إلى ان امتناع شباط عن الخروج من مدينة فاس او تنظيم لقاءات مباشرة، استشعار للهزيمة. ابن كيران الذي دشّن كلمته الخطابية وسط شعارات أنصاره التي تدعو شباط الى الرحيل عن المدينة، حمل بشدة على هذا الأخير، متهما إياه بتجنيد ذوي السوابق في ترهيب الناس وممارسة ضغوط على رجال الاعمال والمستثمرين وإرغامهم على تخصيصه بنسبة من ارباحهم، وقال للجماهير المتحمسة إن عليهم أن يتوجهوا الى الصناديق يوم الجمعة المقبل وإرغام شباط على الرحيل. زعيم حزب المصباح عاد ليصف شباط ب"الهبيل"، واعتبر أن قراراته من قبيل الانسحاب من الحكومة، وتصريحاته من قبيل تلك التي اتهم فيها ابن كيران بالانتماء الى داعش والنصر والموساد، تملى عليه من طرف الرجل القوي في حزب الاصالة والمعاصرة الياس العماري. وذهب ابن كيران الى أن شباط ورغم خرجاته القوية لكيل الاتهامات والنعوت القدحية لخصومه، إلا أنه لا يجرؤ على مواجهة العماري، متسائلا لماذا لم يخرج ليواجهه رغم ما نشرته جريدة العلم من تجاوزات وضغوط في مناطق مثل السمارة، وردد عدة مرات "شباط خواف". العماري نال بدوره نصيبا من قذائف مدفعية ابن كيران، حيث وصفه ب"الحنش" الذي خرج من جحره أخيرا ليترشح في مدينة الحسيمة، متسائلا من جديد عن صحة الاتهامات التي وجهها اليه شباط بتلقي الاموال من تجار المخدرات.وبعد تذكيره بسلوك العماري في فترة الربيع العربي، وصفه بالبانضي وحزب الاصالة والمعاصرة بالعصابة. الامين العام لحزب البام، مصطفى البكوري، الذي هاجم ابن كيران في لقاء نظمه أمس في الدارالبيضاء، تلقى ردا قويا، حيث وصفه هذا الاخير بالكركوز الذي يتحكم فيه الياس العماري، والشخص المجهول في السياسة. وجدد ابن كيران دعوته للبكوري بالانسحاب من السياسة لأنه "إنسان طيٌب"، متسائلا كيف لمن لم يستطع ضبط لقاء حزبي واحد أن يضبط بلادا. ورغم تجنبه إثارة اسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عاد ابن كيران خلال سرده للائحة الاحزاب التي تحالفت ضده، ليعلق الى ذكر حزب الوردة بالقول "اللهم لا شماتة"، في إشارة الى مسار الاضطراب والتراجع الذي دخله هذا الحزب.