"أربعون سنة ونحن معكم، ونحن مستعدون -لا قدر الله- للتضحية بأغلى ما نملك بما في ذلك أرواحنا فداء لكم، ولمصالحكم.. سنفعلها ونحن راضون، باعتبار ذلك في سبيل الله". هكذا خاطب عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الجماهير التي حجت بكثافة لحضور المهرجان الخطابي الذي نظمته نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بالدار بمناسبة فاتح ماي من هذه السنة بمدينة الدارالبيضاء. وأعرب ابن كيران، عن شكره للاستقبال الذي حظي به من قبل المواطنين البسطاء، يقول "إن المجهود الذي بدأناها قبل سنوات بدأت تظهر ثماره"، موضحا بأن الناس سواء منهم المُنخرطين في الأحزاب والنقابات وغير المنخرطين بدؤوا يشعرون بأن حزب العدالة والتنمية منهم وإليهم، ذلك لأنه حزب "مخلص في الدفاع عن قضاياه"، مجددا تأكيده على أن ما يحظى به من استقبال وقبول من قبل فئات من الشعب دليل على أنه حزب لديه مكانة خاصة، ولهذا -يقول ابن كيران"يناورون ويُحاربونه"، في إشارة إلى خصوم حزب العدالة والتنمية الذين تنبأ لهم بالهزيمة. وشبه ابن كيران "العدالة والتنمية" بالنبتة الطيبة المباركة التي يشتغل أصحابها منذ عشرات السنين باعتدال، وصواب وتكبر يوما عن يوم، مضيفا بأنها "ستصل إلى هدفها النبيل المتمثل في إصلاح شؤون الوطن". وكشف ابن كيران سبب نجاح هذه النبتة، بقوله "لأن أصحابها "مْكاجيين"Engagés ويعقدون العزم على الاستمرار في طريق الإصلاح إلى النهاية"، مشيرا إلى أن هذا الاجتهاد والنضال يتم من قبل العدالة والتنمية من أجل تحقيق الإصلاح المنشود في البلاد بدون هيمنة". ولمواصلة طريق الإصلاح، حمل ابن كيران جزء من المسؤولية التي وصفها ب"الكبيرة" إلى أبناء الشعب المغربي، الذين شكر البيضاويين منهم على التصويت على العدالة والتنمية، وخاطبهم ابن كيران قائلا " حمرتو لينا الوجه، ليس في انتخابات 25 نونبر 2011 فقط، ولكن أيضا بعد أربع سنوات، وضعت ثقتكم في العدالة والتنمية الذي فاز بأغلبية المقاطعات رغم المكر والمؤامرات والمناورات ضد الحزب". وبعدما طلب ابن كيران مازحا من الحاضرين الكف عن رفع شعارات مؤيدة له، بقوله "حاولوا علي فإنني إنسان عاطفي وراكم عارفين كولشي"، تابع حديثه واصفا الانتصار الذي حقق العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية والجوية بأنه "انتصار لا يوجد إلا في الاحلام"، موضحا بأن " هذا الانتصار ليس لأشخاصنا و ذواتنا، رغم ما يوجد من نصيب في ذلك، ولكن الهدف الأساسي والرئيسي هو أنتم أيها المغاربة يا سكان الدارالبيضاء، اللي بغيتونا وبيغيناكم ونحن معكم وأنتم معنا". إلى ذلك، وبعدما استعرض مجموعة من الانجازات التي حققتها حكومته، والتي كان كثير منها محط استحسان من قبل النقابات، جدد ابن كيران تأكيده على مواصلة الإصلاح، بقوله "معركة الديموقراطية طويلة ولم تنته وفيها تضحيات، ويم 7 أكتوبر المقبل أريد منكم أن تقفوا في وجه هذا النوع من الوسخ الذي يريد أن يدخل بين الظفر واللحم، وأن تقولوا له لا حاجة لنا بك ارحل"، مطالبا الحاضرين بالتصويت بكثافة. وبعدما حذر من استجابة الناخبين إلى إغرائهم بالمال من قبل من سماه بحزب التحكم الذي يأتي به من مناطق مشبوهة، هاجم دعوة هذا الحزب إلى تقنين نبتة الكيف، مخاطبا الحاضرين"الخوت يا المغاربة، ردو البال من الفساد ومن المفسدين وتحملوا مسؤوليتكم ونحن بدورنا سنتحمل مسؤوليتنا". وتابع حديثه "نحن هده الطريق سلكناها بنية الله فنحن بشر مثل باقي البشر فينا عيوب مثل باقي الناس ويمكن ان نقع في الاخطاء ولكن وضعنا لجاما لنا لتظلوا أنتم هم الأصل". ومن جانبه، عبر عبد الإله الحلوطي، الأمين العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عن مساندته لحكومة عبد الإله ابن كيران "لنا الشرف أن نكون في صف هذه الحكومة التي يقودها ابن كيران، حيث قامت بإصلاحات أنقذت المغرب"، مضيفا " لا يشرفنا أن نكون في صف المرتزقة والمفسدين".