«رب صدفة خير من ألف ميعاد». هكذا كان حظ الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة، التي قامت مساء أمس الأربعاء بحملة تمشيطية، أوقفت خلالها «كراب» بدوار السكويلة وزميل له في الحرفة بأحد أحياء البرنوصي. ففي طريق عودة هذه الدورية الأمنية إلى مقرها الرئيسي بحي أناسي، ساقها القدر لكي يصبح عناصرها شهود عيان على عملية سطو عصابة من ثلاثة لصوص، هاجموا سائق سيارة أجرة صغيرة أثناء نقلهم صوب التجمع السكني الأزهر.كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة ليلا من يوم الأربعاء 7 مارس، حيث لمح عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية «طاكسي صغير» يزوغ عن طريقه بإحدى الأزقة المظلمة بإقامة «الأمانة» المجاورة لحي «الأزهر» وتجزئة «بانوراما». تتبع الشرطة لهذا المشهد الملفت للانتباه، زاد من فضولهم بعد اصطدام سيارة الأجرة المترنحة بجدار منزل. ساد الظن في الأول بأن الواقعة تتعلق بحادثة سير، غير أن اقتراب رجال الأمن من مكان الحادث، جعلهم يتأكدون أن هناك شبهة إجرامية، خصوصا عندما غادر إثنان من الركاب «الطاكسي الأحمر» وأطلقا سيقانهما للريح، بينما وقع ثالثهما في قبضة الشرطة وهو متلبس بأداة الجريمة، التي استعملتها العصابة في الاعتداء على السائق. المفاجأة في هذا السيناريو المتسارع اللقطات، أن السلاح الذي عثر عليه لدى اللص الموقوف كان عبارة عن «عصا كهربائية»، أصاب بها السائق بصعقة مباغثة من الخلف، جعلته يفقد توزانه وتحكمه في المقود، مما أرغمه على الارتطام بسيارته بجدار أحد الدور السكنية. التحقيقات التي قامت بها الشرطة القضائية مع اللص اليافع السن، بينت أنه فرد في عصابة تتكون من شبان مراهقين، كانوا يسطون على سيارات الأجرة الصغيرة باستعمال «عصا كهربائية» في صعق السائقين لشل حركتهم وإبطال أي محاولة للمقاومة، ثم الاستحواذ على ما في صندوق «الروسيطة» اليومية من مبالغ مالية، وذلك بعد استدراج الضحية إلى أحد الأحياء المظلمة والمعزولة عن نبض الشارع. وقوع فرد من العصابة سيقود الشرطة إلى تحديد هوية باقي اللصوص الفارين، الذين سيكون مآلهم في القريب العاجل مرافقة زميلهم في عتمة السجن، حيث تنتهي وراء أسواره العالية رحلة طيشهم الإجرامي، وبالتالي زوال بأس اعتداءاتهم على سائقي الطاكسيات، في انتظار تفكيك عصابات أخرى مازالت تصول وتجول بأسلحتها البيضاء في شوارع المدينة العملاقة.