يتزعم عصابة من المتشردين خلق بها الرعب وسط سائقي الطاكسيات الصغيرة التي تشتغل عندما يسدل الظلام ستائره بين شوارع وأزقة أكادير. سائقوا السيارة الصغيرة الحمراء يتجنب إيذاءهم حتى أعتى اللصوص لمعرفتهم بأدق تفاصيل المدينة، غير أن عدد ضحايا زعيم عصابة المتشردين وصل سبعة من سائقي سيارة الأجرة، وثامنهم سائق سيارة تابعة لاتصالات المغرب، اختطفها وكانت الخيط الرابط لاعتقاله وتقديمه صبيحة أول أمس على أنظار الوكيل العام للمك، وكان الأمن اهتدى سابقا إلى المجموعة التي تنفذ خططته الإجرامية. زعيم عصابة المتشردين من مواليد 1984 بأكادير، فشل في دراسته فخرج لتعاطي السرقة، واعتراض سبيل المارة، من أجل ذلك قضى مددا حبسية لم تؤدي به لأن يراجع سلوكه، ويرسم طريق المستقبل كما أرادت اسرته، تدمر أقرباؤه، يئسوا من إصلاحه، فقرروا طرده إلى الشارع ليواجه مصيره مند شهر أبريل. وجد بعد عمر طويل بين بيت الأسرة والسجن نفسه وجها لوجه مع الشارع، فقرر اتخاذ جوانب مشروع مركب أكادير الرياضي ملاذا له، هناك كون علاقة مع المتشردين، ليصبح زعيمهم ونديمهم بذلك المكان الفسيح الخالي من الساكنة، فهو أذكى منهم، وأكثر منهم شياكة وأناقة ما يجعله مؤهلا لرسم الخطط وتنفيذها. في ليلة خمرية من أواخر شهر أبريل، بينما كان رفقة نديميه يعاقرون الخمرة، رسم لهم الزعيم خطة لتدبر مصاريف المعاش، وثمن المخدرات، والخمور، اتقف الجمع على استهداف أصحاب الطاكسيات الصغرى في الهزيع الأخير من الليل. عندما يجن الليل، يرتدي الزعيم بذلة موحدة أنيقة ” كومبلي” بعدما يزيل عنه الأسمال، يستوقف طاكسي بالفضاء الفارغ بحي الخيام وعندما يهم بالصعود بالمقعد الأمامي يستمهل السائق ليلتحق زميليه. عندما يأخذ الثلاثة مكانهما يشيران على السائق بالتوجه إلى المنطقة الصناعية بحي الداخلة، ها أن يطلبان منه التوقف، حتى يشل الإثنين من الخلف حركته، ويزيل منه الزعيم مفتاح تشغيل السيارة. بعد تفتيش جيوبه، وتجريده من أمواله وهاتفه، يلقيان به خارجا، فيقود الزعيم السيارة، من أجل القيام بجولة، واقتناء الخمور والأطعمة، ثم يتخلثون من السيارة في اي مكان ويعودون الى جوار المركب الرياضي سالمين غانمين. 7 سائقين تعرضوا تباعا لنفس المقلب، بنفس المكان، بين شهر أبريل وماي، تحركات الشرطة قادت لاعتقال المتشردين وإحالتهما على العدالة، وفرار الزعيم، بعد حوالي شهر ونصف من الكمون، ظهر إلى الوجود، وأجبر نهاية الأسبوع الماضي موظفا تابعا لاتصالات المغرب على النزول من سيارة المصلحة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، بعد تجريده من حاجياته. الشرطة القضائية بأكادير، فور علمها بالأمر ترصدت خطوات سيارة المصلحة ذات العلامة الإشهارية المعروفة عبر الأحياء، مهتدية بمن شاهدوها إلى أن وجدتها مركونة بجوار المركب الرياضي، بداخلها كان الزعيم يحتسي الخمرة وحيدا، اعتقل من داخلها ليحال أول أمس على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير.