وضعاه في صندوق سيارة الأجرة الصغيرة مثل خروف العيد فجر نهاية الاسبوع ، ثم أغلقا حوله بابه بالمفتاح، تكفل الأول بقيادتها، فيما الثاني أحكم قبضته بالمقاعد الخلفية على زبونة كان سائق السايرة المختطف يقلها ة نحو حي القدسبأكادير. شابان في بداية العشرينات استغلا توقف السائق لحمل أحد الزبناء فخرجا عليه بحي القدسبأكادير بسكينين أحدهما من الحجم الطويل، وضعاه على رقبته، ثم أخرجاه من أمام مقود القيادة، تحول صاحب السيارة في لحظة إلى أضحية لا تعرف أين تساق، والفتاة ذات الأربع والعشرين سنة، أصبحت رهينة بعدما قضت أجواء نهاية الأسبوع في طمأنينة قبل أن تركب سيارة الأجرة في اتجاه بيتها. حوالي الرابعة والنصف صباحا من يوم السبت الأخير، أجواء العيد، ونها ية الأسبوع جعلت مدينة الانبعاث نقطة ساهرة، ومعها انتعشت حركية الرواج التجاري والسياحي، فرصة تحسنت معها مداخيل السائق العامل لدى مالك السيارة قبل أن يدخل أسوء لحظة في حياته. بسرعة جنونية انطلق الخاطفان نحو مدينة إنزكان، وفي الطريق عند بلوغهم منطقة تيكيون الحضرية، زاغت السيارة عن جادة الطريق لترتطم عجلاتنها بالطوار، ما جعل القائد الاستثنائي يتوقف مدعورا. فرصة استغلها صاحب السيارة محاولا الخروج من الجانب الداخلي للصندوق، فألقى عليه الشابان القبض، واشبعوه ضربا، ثم فتشوا جيوبه، ليسلبوه مبلغ 700 درهم، وهاتفه النقال، قبل أن يستوليا عن باقي القبض المتواجد داخل السيارة. فبينما كان يحاولان إرجاعه إلى الصندوق تمكن من الفرار وسط أحياء تيكيوين، بينما واصل الخاطفان رفقة الرهينة طريقهما إلى أن وصلا دوار المرس بإنزكان. فمن حسن حظ السائق الفار أن صندوق سيارة ” لوكان” أنه يتوفر على فوهة داخلية تسمح لرئتيه بتلقي حصتهما من الأوكسجين. دوار المرس على الساعة السادسة والنصف صباحا، المكان خال من المارة خلال صبيحة نهاية الأسبوع، وأجواء العيد تسيطرة على المكان، وضع جعل الخاطفان يوقفان سيارة الأجرة الحمراء دون أن يثيرا شكوك من مرا عليهما عندما كان في الطريق. لم يبق لديهما سوى التفنن في افتراس لحم الفتاة، جراها بالقوة نحو مزبلة مجاورة حيث تناوبا على اغتصابها مرة واحدة، غير مباليين بتوسلاتها وصرخاتها. كانت الشمس شرعت في بسط اشعتها فوق البساط الشاسع لمزبلة دوار المرس العشوائية، وضع جعلهما يتركان السيارة، ليتوجها بالرهينة راجلين نحو مسكن مهجور بعين المكان، حيث تناوبا من جديد مرتين على التفنن في افتراس جسدها. وبعدما نالا بما يكفي مراهما، سلباها هاتفها النقال، و 400 درهم، ليتركاها مضرجة في دمائها، ترفقا نحو اتجاهات مختلفة، بينما لملمت هي أطرافها، في ذلك الوقت كان سائق الطاكسي الذي فر بجلده رفع شكايته لدى مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن أكادير التي استنفرت عناصرها بكل الأحراش المجاورة لمدينة إنزكان، وبعد ساعتين من تمشيط المكان تمكنت الوصول إلى الفاعلين، واعتقالهما. بعد مواجهتهما بالحقائق الثابثة بحضور السائق الضحية، وزبونته وتحليل حمضهما النووي الذي تواجد بتبانها لم يجدا بدا من الاعتراف بما اقترفاه، اعتراف جعلهما أمام مسطرة قضائية ثقيلة، تتهمهما بإنشاء عصابة إجرامية، والاختطاف والاحتجاز، والسرقة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، المقرونين بالضرب والجرح. هي نفس المسطرة التي رافقتها نحو استئنافية أكادير عند تواجدهما أول أمس وجها لوجه أمام الوكيل العام للملك.