أسفرت " غارة " مفاجئة شنتها عناصر المكتب الصحي الجماعي بمراكش واستهدفت بعض" مصانع الانتاج السرية والغير المرخصة" للنقانق( الصوصيص) بالنفوذ الترابي لمقاطعتي سيدي يوسف بن علي والمدينة( أسفرت) عن حجز ومصادرة كميات وافرة من هذه المواد تجاوزت سقف ال130 كيلو غرام كانت موجهة لبطون المستهلكين بالرغم من عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي. الظروف التي صاحبت اعدادالكميات المحجوزة داخل فضاءات تنعدم فيها كل شروط النظافة والسلامة الصحية ، وبمعدات وتجهيزات صدئة ومتعفنة ، تنضاف اليها مواد التصنيع المقزرة" بقايا جلود نتنة وفتات لحوم متناثرة لا يعرف مصدرها وبعض المواد الحافظة المتجاوزة الصلاحية والاستعمال" ،تكشف حجم الاضرار الصحية التي تشكلها على زبناء هذا النوع من الماكولات الشعبية. منتوجات غذائية خارج السيطرة بفعل انتشار باعتها ومروجها بكل فضاءات المدينة وبفعل الاقبال الكبير على تناولها واستهلاكها، ما يجعل منها " اسلحة دمار شامل" قادرة على نشر سمومها في محيط واسع من المستهلكين يمتد اشعاعه الى أبعد من دائرة الفقراء وبسطاء المواطنين. فقد اصبح عاديا مشهد بعض الأفواج السياحية الغربيين ،وهم يتزاحمون على المحلات والعربات المتخصصة في ترويج هذه " الأكلة العجيبة" خصوصا على مستوى المدينة العتيقة ، كما تطاول بعض الباعة على المنطقة السياحية جيليز ، فغزوا بتجارتهم اهم الشوارع والممرات ، فبات عاديا انتدابهم زوايا وجنبات الشوارع لرشق اجواء المكان بسحب الادخنة المتصاعدة والناجمة عن " طهي النقانق" مستتيرة شهية المارة والسابلة بفعل روائحها الشهية المثيرة للرغبة في الأكل والتذوق. لم يكن لهذا الانتشار الواسع لجيوش باعة هذا النوع من النقانق ان يمر بردا وسلاما على صحة المستهلكين ودون أدنى خسائر ، بل تم تسجيل العديد من حوادث التسمم منها الفردي والجماعي. وانتهت في بعض الأحيان الى إزهاق أرواح ابرياء والتسبب في ماسي إنسانية، لعل اكثرها ألما وحزنا واقعة التسمم التي أودت بحياة تلميذ وشقيقته بمنطقة الداوديات. مأساة انطلقت حينها من احدى مؤسسات التعليم الابتدائي بحي امرشيش ، حين غادرت الطفلة الضحية التي كانت تتابع دراستها بمستوى السادس الابتدائي،(12 سنة) رفقة شقيقها الأصغر، فتوجها صوب بائع نقائق كان يتمركز على مرمى حجر مبنى المؤسسة حيث تناولا بعض ما تيسر من الوجبة التي ستكون آخر عهدهما بدنيا الله الفسيحة، جراء تعرضهما لتسمم غذائي، لم يشفع نقلهما صوب المستشفى في انقاذ حياتهما التي انتهت دون ان تنتهي هذه التجارة من شوارع وفضاءات المدينة. استمر زحف وانتشار عربات بيع النقانق المعدة في ظروف مثيرة وبمواد مقززة، مع استمرار الحملات الموسمية الخاصة بالردع والزجر،حيث سجل بحر الاسبوع المنصرم عمليات مداهمة لهذه الاوكار من طرف المكتب الصحي البلدي ، انتهت باصدار قرارات اغلاق في حق بعض المحلات و إنذار اصحاب محلات اخرى مع مصادرة واتلاف الكمية المواما اليها ،لتبقى بعدها دروب التجارة مفتوحة في وجه العشرات من الباعة وتجار " السموم الغذائية" على مرأى ومسمع من جميع الجهات المختصة. اسماعيل احريملة/ تصوير: عبد النبي الوراق