«مواد عرضة لأشعة الشمس، تتعرض للاختمار، وتكاثر البكتيريا المسببة لبعض حالات الإسهال..» أضحت الأكلات الخفيفة غير المراقبة تشكل خطراً على صحة المستهلك، بعدما كثر، في الآونة الأخيرة، الحديث عن حالات تسمم، نتيجة تناول وجبات فاسدة.. لقد ساهم بشكل أو بآخر تغير النمط الغذائي لدى المواطن، زيادة على ظروف العمل، في الإقبال على تناول الوجبات السريعة، سواء ب «المطاعم الشعبية» أو «العصرية»، أو «المتنقلة» على عربات باعة «اللحوم» والنقانق .. وغيرها. ترى في ظل هذه الأوضاع، هل يتساءل المستهلك عن نوعية المأكولات ومدى توفر الشروط الصحية؟ هل هو على دراية بحقوقه في حالة تعرضه إلى حالة تسمم غذائي ؟ إن المتتبع للشأن البيضاوي، لا بد وأن تستوقفه حالات التسمم، المعلن عنها بين الحين والآخر، جراء تناول وجبات فاسدة، في ظل زيادة أعداد عربات «الصوصيص»، ومختلف «الأكلات» التي تطبخ على قارعة الطريق! ببذلة فقدت لونها الأبيض بفعل تراكم الأوساخ، يواصل(إ) بائع الصوصيص، بالحي المحمدي، «طبخ» مواده الغذائية على ظهر عربة صغيرة مدفوعة، يعرض فوقها قطع لحم متنوعة، العامل المشترك بينها أنها فقدت لونها الطبيعي من كثرة تعرضها لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى اختمارها، وتكاثر البكتيريا المسببة لبعض الحالات المرضية كالإسهال الحاد، دون إغفال الذباب «المتحلق» بدوره حول هذه «المأكولات» الشعبية ! نفس المشهد، يقف عليه زائر الحي الحسني، بمحيط الحديقة الرئيسية، ليساسفة... دون الحديث عن مناطق/ أحياء أخرى متفرقة عبر النفوذ الترابي للمدينة! هي حالات، لمشاهد يومية تتكرر، لعل ثمنها «المناسب»، حسب العديدين، هو الذي يساهم في الإقبال على هاته «الوجبات»، دون اكتراث ما إذا توفر فيها الحد الأدنى من الشروط الصحية، انطلاقا من الأواني التي تطبخ فيها، وصولا إلى عرضها في قارعة الطريق في ظل مختلف التقلبات المناخية! وبخصوص مدى الالتزام بتحقيق شرط النظافة ومراقبة المواد الغذائية المقدمة بالمحلات وبعض العربات المتنقلة لباعة «الصوصيص»، أوضحت لنا مصادر من مصلحة المراقبة بالحي الحسني، أنهم يتعاملون «بصرامة مع كل المتورطين في التقصير وعدم الالتزام بشروط النظافة» حيث تنظم حملات، بين الفينة والأخرى، لضبط «الحالات الشاذة»!