تعتبر التسممات الغذائية أحد أهم الأخطار التي تواجه المستهلك في المجال الغذائي، والتي تستدعي العمل على توعيته بطرق الوقاية وكيفية التعامل السليم مع الأغذية التي يتناولها، خصوصا مع وجود عدد من الظواهر المرضية التي تهدد صحة الإنسان كظاهرة الذبح السري والغش في تواريخ صلاحية بعض المواد الغذائية، واكتساح محلات الوجبات السريعة التي تفتقد أحيانا لأدنى شروط النظافة ويشرف عليها أناس لا يولون أهمية للجودة والنظافة بقدر ما يهتمون بالربح. أخطار بالجملة وتتوالى عمليات حجز الأغذية غير الصالحة للاستهلاك في مجموعة من المدن، ولا تمر فترة من الزمن إلا ويعلن عن حالات ضبط لأغذية فاسدة هنا وهناك، مثلما حصل مؤخرا في مدينة أكادير حين تم حجز نحو طن واحد من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك في إطار حملة لمحاربة الذبح السري، وفي مدينة الدارالبيضاء حين تم حجز طن و420 كلغ من مختلف أنواع السمك غير الصالح للاستهلاك بميناء المدينة، وليست اللحوم والأسماك وحدها هي من يحتمل أن تكون غير صالحة للاستهلاك، بل إن الأمر يشمل جميع أنواع الأغذية كالحليب والألبان والبيض والخضر وهلم جرا، ولعل حالة الفتاة التي توفيت قبل أسبوعين بحي التقدم بالرباط، بسبب تناولها لوجبة نقانق توضح بجلاء أن الأمر لا يتعلق فقط بأضرار خفيفة يمكن أن يسببها تناول أغذية غير معلومة المصادر، وتباع في ظروف لا تراعي أدنى شروط النظافة، بل إن سعي الإنسان لتناولها يعني في بعض الأحيان سعيه إلى حتفه، وهذا ما يوضح حجم التحدي الذي يواجهه المستهلك المغربي، ويفرض عليه اتخاذ مزيد من الحذر قبل الإقبال على شراء أو استهلاك أي غذاء، ويزيد من حجم المسؤولية الملقاة على الجهات المسؤولة عن زجر الغش. والجهات المسؤولة عن مراقبة جودة المواد الغذائية متنوعة، منها ما هو متعلق بقطاع الفلاحة، كمديرية وقاية النباتات والمراقبة التقنية وزجر الغش، ومديرية تربية المواشي، والمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، وقطاع الصحة كمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، وقطاع الداخلية كالمديرية العامة للجماعات المحلية، وقطاع الصيد البحري كمديرية صناعات الصيد البحري، وهناك أيضا اللجنة الوزارية الدائمة للمراقبة الغذائية و زجر الغش (CIPCARF) التي أحدثت بالمرسوم الملكي الصادر في 29 يناير 1968. رأي المختصين. وحسب تقرير من إنجاز المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، يهم الشهور الأربعة الأولى من هذه السنة (2008م) فإن 27.7 بالمائة من حالات التسمم التي تلقى المركز بيانات إعلان عنها، هي تسممات غذائية. وفي لقاء مع الدكتورة الطاهري حساني نادية، الطبيبة بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية والكاتبة العامة للجمعية المغربية لليقظة الدوائية، أكدت أن عدد حالات التسمم الناتجة عن تناول الأطعمة غير القابلة للاستهلاك يرتفع بصورة ملحوظة خلال فصل الصيف، نظرا لإقبال الناس على الأكلات الخفيفة المحضرة خارج المنزل. رقم أخضر وخطوط حمراء وأضافت الدكتورة الطاهري أن المعهد الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يقوم بحملات تحسيسية لتعريف المواطنين بالرقم الأخضر الموضوع في متناولهم على مدار أربع وعشرين ساعة وهو الرقم: 081000180 وذلك للإبلاغ والاستشارة الطبية عند وقوع أي حالة تسمم، هاته الحالة التي تتفاوت خطورتها من شخص لآخر حسب السن والوزن وطبيعة المادة المتناولة والقدرة على إفراز المضادات الحيوية. وشددت على ضرورة أخذ المزيد من الحيطة والحذر وخصوصا فيما يتعلق بالأطباق الطرية كالسلطات والعصائر التي يجب أن تحترم أثناء تحضيرها كل شروط النظافة وعدم تعريضها للظروف الخارجية التي تجعلها وسطا خصبا لتكاثر البكتيريا الضارة بالصحة.