ينظم مجلس الجالية المغربية بالخارج ، من 20 أبريل الجاري إلى 20 ماي القادم بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط ، معرض "المغاربة: مهاجرون ورحالة" الذي سيتوقف عند محطات بارزة من تاريخ الهجرة والرحلة المغربيتين ، وأهم الشخصيات المغربية التي طبعت تاريخ الإنسانية منذ القدم . وأوضح بلاغ للمجلس أن المعرض يقترح إجراء سفر عبر التاريخ، وتسليط الضوء على الهجرة والرحلة كتقليد قديم جعل من المجتمع المغربي مجتمع تنوع وملتقى للثقافات وفضاء حيويا منفتحا على العالم؛ ويفتح المجال للتعرف على المسارات الفريدة لمغاربة دبلوماسيين وأدباء ومستكشفين وعلماء دين ومبدعين، كما يبرز الروافد المتعددة التي أسهمت في إثراء الحضارة المغربية، وهو واقع ترجمته ديباجة دستور 2011. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عبد الله بوصوف ، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن "هذا المعرض يبرز غنى المغرب وتنوعه ، وهو ثمرة تمازج ثقافي ناجم عن روابطه مع المتوسط ، والشرق وإفريقيا جتوب الصحراء"، مشيرا إلى أن المغرب أسهم عبر المراحل التاريخية في المعرفة وإغناء رصيد بلدان العالم الأخرى. ورأى بوصوف ، في لقاء صحفي ، أن هذا المعرض يكتسي أهمية كبرى في السياق الجالي الذي تأثرت فيه صورة المغاربة المقيمين في الخارج جراء الهجمات الأإرهابية الأخيرة في باريس وبروكسيل، مشيرا إلى أن المعرض بكشف أن الجالية المغربية كانت على الدوام، وطيلة تاريخها، رمزا للأمن والاستقرار والتسامح. وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن "السفر والهجرة أمران متجذران في تاريخ المجتمع المغربي. وتحليل هذه المفاهيم المختلفة يعتبر سيرورة ضرورية لفهم أفضل للعناصر الأساسية للتاريخ الفردي والجماعي المغربي؛ فالمغرب هو ثمرة للتلاقح الثقافي الذي أنتجه الترابط بين البحر الأبيض المتوسط والشرق وإفريقيا، وقد ساهم الإنسان المغربي عبر التاريخ في معرفة وإغناء الأمم الأخرى" . ويقدم المعرض أعمالا تتنوع بين مفاهيم الذاكرة ووثائق الأرشيف وشهادات وإسهامات علمية وكذا اعمال فنية موسيقية وفوتوغرافية وأدبية، و هو ثمرة مؤلف جماعي بعنوان "المغاربة: مهاجرون ورحالة" تعود فكرته إلى سنة 2008، وساهم في إنجازه عدد من الباحثين والمؤرخين والأكاديميين بهدف حفظ وتعزيز ذاكرة الهجرة المغربية كلبنة أساسية للذاكرة الوطنية، حسب السيد بوصوف . وسيتم على هامش المعرض تنظيم أنشطة أخرى من بينها مائدة مستديرة حول موضوع "الذاكرة والهجرة" يوم 13 ماي القادم ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال بالمكتبة الوطنية، وكذا أنشطة تربوية حول "المهاجرين والرحالة" لفائدة مجموعة من تلاميذ المدارس المغربية.