استعرض مؤرخون من المغرب وبريطانيا، يوم السبت بالرباط، تاريخ الهجرة المغربية إلى بريطانيا، وذلك في اليوم الختامي لأشغال ندوة «المغرب وبريطانيا: تاريخ مشترك، تراث ومستقبل». وأبرز المتدخلون أن ازدهار التجارة بين المغرب وبريطانيا خلال نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر دفع بالعديد من التجار المغاربة، خاصة من مدن فاس وطنجة والصويرة، إلى الهجرة إلى بريطانيا. وأشاروا إلى أن مدينة مانشستر قد احتضنت أكبر جالية مغربية آنذاك، وتميزت عن باقي الجاليات الأخرى بحفاظها على أصالتها المغربية، وذكروا أن العديد من المراجع البريطانية تشهد لهؤلاء المهاجرين المغاربة، وجلهم من التجار، بالأمانة وحسن المعاملة. وأضاف المشاركون أنه مع مطلع الثلاثينات من القرن العشرين سيعود العديد من التجار المغاربة للاستقرار في بلدهم الأم، في حين بقيت عائلات أخرى وانصهرت في المجتمع البريطاني. وأوضح المتدخلون أن العلاقات المغربية البريطانية تشهد تطورا مطردا، مشيرين إلى أن المملكة المتحدة تعد الشريك الاقتصادي الثالث للمغرب. من جانب آخر شدد رئيس مجلس الجالية المغربية في الخارج إدريس اليزمي في الجلسة الختامية لهذه الندوة على أهمية تدوين تاريخ الهجرة المغربية، مشيرا إلى أن المجلس سيقوم بنشر مداخلات هذه الندوة في كتاب. وتزامنا مع هذا الحدث الأكاديمي أعطيت بالمكتبة الوطنية انطلاقة معرض الذاكرة المغربية في بريطانيا، (سيستمر إلى غاية 26 أكتوبر الجاري) والذي يحتفي بتاريخ الهجرة المغربيةإلى بريطانيا من خلال عرض مجموعة من الوثائق والصور التي تشهد على عمق العلاقات المغربية البريطانية. يذكر أن هذه الندوة، نظمت من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج و«الجمعية المغربية - البريطانية» و«مؤسسة الذاكرة المغربية» بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة والبنك الشعبي، تميزت بمشاركة مؤرخين وباحثين مغاربة وبريطانيين لمناقشة تاريخ العلاقات بين البلدين.