لم يشفع الطابع الاحتفالي للقاء الذي جمع خلال لقاء أول أمس الثلاثاء بين عدد من أبناء الجالية المغربية قادمين من قارات العالم الخمس وكل من أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وعبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، من حمل انشغالاتهم وهمومهم بحثا عن حلول في أفق تكريم «الجيل الأول من المهاجرين المغاربة» في احتفالية يوم المهاجر الأحد 10 غشت. كانت المناسبة لقاء، في إطار الاحتفالات بعيد العرش، جمع حوالي 400 من أبناء الجالية من أكثر من 100 دولة عبر العالم، تباينت فيه «شروط» اختيارهم بين من اعتبر أنه تحكمت فيه مقاييس «ذاتية» وأخرى «موضوعية»، طفت خلاله على السطح كل القضايا التي تعيشها الجالية المغربية في الخارج، بالرغم من الجهود التي يبذلها المغرب من أجل وضع سياسية عمومية واضحة لتدبير أمور الجالية المغربية. فأنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، كان منطقيا وعقلانيا حين قال «إننا لاندعي القدرة على حل كل الإشكاليات والاستجابة لكل الطلبات»، وهو يرصد الجهود المبذولة ملكا وحكومة من أجل الرقي بخدمة أبناء الجالية وبين طموح بلوغ تحقيق كل الانتظارات.» تعددت مشارب المدعوين، نساء ورجالا، جغرافية وثقافة، وتنوعت انشغالاتهم واختلفت انتظاراتهم، توطيدا للاهتمام المتزايد الذي يوليه المغرب لقضية الجالية والهجرة، فهو البلد الوحيد الذي قام على عكس كل القطاعات الأخرى، بإشراك، الجالية المغربية في رسم سياسة عمومية في مجال الهجرة، يقول عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، الأمر الذي توقف عنده أنيس بيرو حين أشار إلى «أن خدمة مغاربة الخارج من ضمن أولويات العمل الحكومي الذي يسعى للدفاع عن حقوقهم وحماية مصالحهم وتوطيد علاقتهم بوطنهم الأصلي». وبالرغم من أن مغاربة العالم قطعوا منذ سنوات مع نموذج «المهاجر السلبي» وأصبحوا يساهمون، رجالا ونساء، من مواقع مهمة ومؤثرة في دول الإقامة في سياق انخراط إيجابي، يشير بوصوف، غير أن مشاكلهم سواء مع بعض التمثيليات القنصلية والديبلوماسية في بعض الدول، حيث لم «يرد البعض أن يقطع مع أسلوب بائد في التدبير الإداري» ظلت نفسها بل زادت في عدد من الدول بسبب وضع اللا استقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كما حملت تدخلاتهم. شكل هذا اللقاء، الذي اعتبره الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بمثابة«تعبير عن تجاوب رغبتين والتقاء إرادتين في تجديد عهود المحبة والوفاء بين وطن وأبناء أعزاء عليه» مناسبة بسط فيها جمال الدقيوق، المدير المكلف بالشؤون الثقافية والتربوية والقانونية الخطوط العريضة حول الهجرة، وأيضا أنشطة واستراتيجية الوزارة تجاه الجالية المغربية في الخارج برزت فيه قضايا «التمثيلية السياسية» و«العمل الجمعوي في الخارج» و«تأثيرات الأزمة الاقتصادية»، و«إشكالات الهوية والتعليم والشأن الديني» و«الاهتمام بالجيل الأول من المهاجرين وربط صلة الوصل بين الجيل الحالي منهم مع بلدهم الأصلي»، ومزيد اهتمام بالجالية المغربية بدول المغرب العربية خاصة «ليبيا، الجزائر، وتونس» وكذا الدول العربية والافريقية أسوة بالاهتمام الذي تلقاه جالية دول غرب أوربا والولايات المتحدةالامريكية وكندا. فقد وصف البعض أن جزءا من مطالب الجالية المغربية في بعض الدول الاوربية اليوم بعيدا عن تلك التي ضربتها الازمة الاقتصادية ب«الترف المطلبي»، مشيرا إلى أن أنها تعتبر حلما بالنسبة «لمغاربة الجزائر، وتونس» الذين لا يطمحون في أبعد تقدير إلا في مساعدة «مادية» لإنجاز وثائق الإقامة وتسهيلات إدارية لبلوغها وإنسانية. فقد تمكن المشاركون من مغاربة الجزائر وتونس في احتفالات الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالة الملك العرش، من التأكيد على وضع دون شك تلقى قضاياه كل التجاوب من جانب المغرب.