وقع مجلس الجالية المغربية بالخارج والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، اليوم الأربعاء بالرباط ، اتفاقية شراكة وتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية. وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها السادة محمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وإدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربي بالخارج وإدريس خروز رئيس المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إلى إقامة تعاون ثقافي وعلمي في المجال البحثي والتبادل والتنشيط الثقافي في ميدان الهجرة المغربية، وكذا تعزيز التنوع الثقافي وحوار الحضارات. كما تروم إنشاء فضاء خاص بإشكالية الهجرة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وذلك بهدف إثراء وإغناء الرصيد الوثائقي المتعلق بمغاربة العالم والتعريف بوضعهم عن طريق المنشورات. وسلمت بالمناسبة للمكتبة الوطنية دفعة أولى من الرصيد الوثائقي يحتوي على حوالي ألف عنوان من كتب ومجلات بمختلف اللغات مقدمة من مجلس الجالية المغربية والوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج. وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد إدريس خروز إن هذه الاتفاقية التفاتة مهمة وخطوة أساسية لرد الاعتبار لثقافة مغاربة العالم، كما إنها خطوة أولية ستليها خطوات أخرى، سيتم الاهتمام فيها خاصة بالثقافة الشفوية والتنشيط الثقافي عموما. وأكد أن التعريف بجوانب أساسية من ثقافة مغاربة العالم، باعتبارها وسيطا ينقل ما قام به المغرب في المجال الثقافي، وهي بمثابة جسور تعطي الدعامة لبناء مغرب منسجم وديموقراطي. من جانبه، أكد السيد عامر أن هذه الاتفاقية بمثابة أس لشراكة طموحة وواعدة بين الوزارة والمكتبة والمجلس مذكرا بأن هذه المبادرة اتخذت على هامش الدورة ال`16 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء. كما ذكر أن المغرب تعرف خلال هذه الدورة على وجه جديد للهجرة والمهاجرين يتمثل في نخبة قريبة من هموم وقضايا المهاجرين مستعدة للمساهمة في تطور المغرب في جميع المجالات خاصة منها الثقافي. وقال إن الاتفاقية تدخل في إطار مشروع مستقبلي يشتمل على كل ما هو فكري وثقافي حول الهجرة، وهو المشروع المبني على تجديد السياسة العمومية حول قضايا الهجرة. ودعا الوزير إلى العمل في هذا الاتجاه انطلاقا من معرفة حقيقة للهجرة وتطورها، وإنتاج معرفة خاصة بالمغرب حول هذا الموضوع، ودعم المبادرات الجماعية في البحث والمشاريع التي تصب في "تعميق معرفتنا بالهجرة". وخلص إلى أن الاتفاقية تهدف في نهاية المطاف إلى دعم وإغناء المكتبة الوطنية، خاصة في مجال الهجرة، وجعلها مرجعا أساسيا للباحثين والمهتمين. أما السيد إدريس اليزمي فأكد أن الاتفاقية تهدف بالخصوص إلى خلق إشعاع عبر إغناء الرصيد الوثائقي المتعلق بمغاربة العالم، وتعريف الباحثين بالإنتاجات الأدبية والفكرية للمغاربة حول الهجرة . وشدد على أن مجلس الجالية يسعى من خلال التبرع للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمجموعة من المؤلفات أن يجعل من الأخيرة فضاء مستمرا للنقاش حول موضوع الهجرة، مشيرا إلى أن التعريف بوضعية المغاربة بالخارج يكون أيضا عبر الأشرطة الوثائقية والأفلام، التي تقوم بدور مهم في الاطلاع على تاريخ الهجرة، خاصة تاريخ الجالية المغربية المقيمة بالخارج.