احتفاء باليوم العالمي للمسرح، أشرف محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، يوم الجمعة، على تدشين مسرح بمقر كنيسة الحي البرتغالي، التي كلفت عملية تهيئتها بمدينة الجديدة غلافا ماليا بقيمة 3 ملايين و282 ألف درهم. وقد ساهم صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إنجاز هذا المشروع الإبداعي، الذي يستوعب 153 مقعدا وخشبة متحركة يمكن التحكم في تغيير تصاميمها، بمليون درهم فيما تكفلت الوزارة الوصية بالمبلغ المتبقي. وبالمناسبة، قال الصبيحي إن المغرب أضحى اليوم يتوفر على نحو 130 فضاء لاستقبال الفعاليات الثقافية والفنية عموما، والمسرحية على الخصوص، فضلا عن مشاريع كبرى تهم عددا من المسارح بمواصفات عالمية من قبيل مسارح كل من الدارالبيضاء والرباط ووجدة وطنجة. وأضاف أن الاحتفال بهذا اليوم الأممي هو فرصة للتأمل ولاستحضار ما تم تحقيقه في المجال المسرحي، وما يطمح القطاع إلى بلوغه، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن وزارة الثقافة برمجت للفترة الممتدة ما بين 14 مارس و2 أبريل القادم نحو 100 عمل مسرحي موزعة على 55 مدينة، حيث عبأت لإخراجها إلى حيز الوجود كلا من مديرية الفنون والمديريات الجهوية والمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط والمجالس المنتخبة وكذا الفرق المسرحية ووسائل الإعلام. وفي مجال التكوين كآلية أساسية لتطوير المهارات والكفاءات للربط بين الأجيال المسرحية من الشباب والرواد، علما أن الفرق المسرحية ذات المواصفات الاحترافية يقارب عددها سبعين فرقة، أبرز الصبيحي أن الوزارة عملت على إصلاح نظام الدراسة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي إلى جانب عنايتها بالمحترفات التحسيسية لتطوير أدائها وتوسيع مجال اشتغالها وتعميمها تدريجيا على سائر المراكز الثقافية. وفيما يخص آليات دعم الإنتاج والترويج المسرحي المحدثة في سنة 1998 فقد أقدمت الوزارة، أيضا، على تطويرها منذ سنة 2012 من خلال طلبات عروض المشاريع المؤطرة بدفاتر التحملات والتي شملت مختلف حلقات العملية المسرحية أذ خصصت لها مبلغا بنحو 15 مليون درهم سنويا. كما تم تجديد نظام بطاقة الفنان وتوسيع قاعدة المستفيدين منها، وبالتالي توسيع عدد المنخرطين في التعاضدية الوطنية للفنانين، حيث كلفتها خدمات الرعاية الطبية والتغطية الصحية للفنانين ثلاثة ملايين درهم برسم السنة الجارية، إلى جانب أعمال أخرى همت تعديل القانون المنظم لمهنة الفنان والمهن الفنية والذي من شأنه ضبط العلاقات الشغلية بين الفنان ومؤسسات الإنتاج وباقي الفاعلين بالقطاع. وتوجت فعاليات تخليد اليوم العالمي للمسرح بحفل تكريم على شرف كل من الفنانين نزهة بدر وحميد نجاح ومحمد بلفقيه، اعترافا بعطاءاتهم الفياضة التي تبقى شاهدة على مساهمتهم الفنية الفعالة سواء على مستوى التلفزيون أو السينما أو على خشبات المسرح. واغتنم معاد الجامعي، عامل إقليمالجديدة، هذه الفرصة للتأكيد على مدى أهمية الثقافة بمختلف تجلياتها والتي بإمكانها أن تشكل رافعة للاقتصاد الوطني ولتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن هذا القطاع، الذي يستثمر فيه أكثر من 16 مليون درهم، له عائدات لا تقدر بثمن باعتباره رأسمالا لا ماديا. وذكر، في هذا الصدد، بسلسلة من المنجزات التي ستؤثث جنبات إقليمالجديدة سواء على المستوى الحضري أو القروي، حيث رصد نحو 35 مليون درهم للنهوض بقاعات السينمائية، إلى جانب مبالغ مالية مهمة لإحداث مسارح القرب على مستوى القرى، معتبرا هذه الالتفاتة أداة لتأكيد الهوية المغربية التي تنشد السلم والتسامح والتصدي لمختلف مظاهر العنف والتعصب والتطرف.