أعلن محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، مساء أمس الخميس بآسفي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، أن الوزارة قررت هذه السنة الرفع من قيمة الدعم الموجه للمسرح وفتح الباب أمام تجديد بطاقة الفنان. وأوضح الصبيحي، في كلمة بمناسبة الافتتاح الرسمي للاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي احتضنته مدينة الفنون والثقافة بآسفي، أن قيمة الدعم الموجه للمسرح تم رفعها من ستة إلى عشرة ملايين درهم، وذلك في إطار المقاربة الجديدة المبنية على طلبات عروض مشاريع تهم مجالات الكتابة المسرحية والإقامة الفنية والترويج والتوزيع والتنظيم والمشاركة في المهرجانات والتظاهرات المسرحية ومسرح الشارع. وأضاف أن المسرح الوطني محمد الخامس، باعتباره مؤسسة عمومية تشرف عليها وزارة الثقافة، سيساهم بدوره في دعم الإنتاج المسرحي لفائدة عشرين عرضا مسرحيا، إلى جانب الترويج على الصعيد الوطني وشراء العروض لفائدة المؤسسة. كما أعلن الوزير، من جهة أخرى، عن فتح باب تجديد بطاقة الفنان وفق المرسوم الجديد، والعمل على توسيع قاعدة المستفيدين منها، مشيرا إلى أن عدد هذه البطاقة بلغ 1430 بطاقة 750 بطاقة منها للمسرحين، وذلك في إطار مواصلة الجهود التنظيمية لهذا القطاع، والسعي إلى تمكين بعض الفنانين من الالتحاق بالتعاضدية الوطنية للفنانين. وترصد وزارة الثقافة لفائدة التعاضدية الوطنية للفنانين، التي تؤمن خدمات الرعاية الطبية والتغطية الصحية للفانين، مبلغا سنويا بقيمة مليوني درهم، وذلك في أفق إحداث مؤسسة للرعاية الاجتماعية لهذه الفئة. وفي مجال التكوين، أشار الوزير إلى الدور الهام الذي يضطلع به المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي إلى جانب المحترفات التحسيسية للتكوين المسرحي، مؤكدا أن الوزارة تحرص على تطوير أدائها وتوسيع مجال اشتغالها، وأن هذه المحترفات تتواجد اليوم بأزيد من ثمانية مدن مغربية ويستفيد منها حوالي 800 شابة وشاب، في أفق أن تعمم تدريجيا بباقي المدن والمناطق. واعتبر الصبيحي مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح فرصة للقيام بعمل واسع للإشعاع المسرحي، مبرزا، في هذا السياق، البرنامج المسرحي الذي تم وضعه لهذه الغاية، والذي يشتمل على حوالي 150 عرضا مسرحيا، من 21 إلى 31 مارس الجاري، ب42 فضاء ثقافيا، تعبأت له مديرية الفنون والمديريات الجهوية والمسرح الوطني محمد الخامس والمجالس المنتخبة والسلطات المحلية والفرق المسرحية ووسائل الإعلام. وأكد، في هذا الصدد، أن هذه البرمجة تبرهن على أن للمسرح المغربي طاقات كبيرة ومؤهلات متعددة تجعله مستشرفا مستقبلا زاهرا، مذكرا بتمكن المغرب من توفير شبكة مهمة من المسارح تناهز مائة فضاء لاستقبال الفعاليات الثقافية والفنية عموما والمسرحية على الخصوص، إلى جانب المشاريع الكبرى لإحداث مسارح بمواصفات عالمية منها مسارح الرباط والدار البيضاء ووجدة وطنجة. وشدد الصبيحي أيضا على ما تتميز به الساحة المسرحية من مؤهلات بشرية إبداعية هامة تتمثل في تواجد ما يناهز سبعين فرقة مسرحية ذات مواصفات احترافية، إلى جانب عدد مهم من الفرق المحلية التي تساهم بفعالية في الدينامية المسرحية الوطنية. كما ذكر الوزير بنتائج الدعم المالي المخصص للإنتاج والترويج المسرحي الذي قدمته الوزارة والمسرح الوطني محمد الخامس برسم موسم 2013-2014 والذي أسفر عن تأهل 42 عملا مسرحيا للمراحل الأخيرة من أصل 95 عملا، واختارت منها للجنة المكلفة 18 عملا مسرحيا حظي بدعم لتغطية مصاريف الإنتاج ومواجهة تكاليف بعض العروض وعددها 232 عرضا بمختلف مناطق المغرب بغلاف مالي قدره خمسة ملايين درهم. من جهته، أكد عبد الفتاح لبجيوي والي جهة دكالة عبدة عامل عمالة إقليمآسفي، بنفس المناسبة، على أهمية الدور الذي يضطلع به المسرح، خاصة على مستوى الجهة، في التعبير عن انشغالات المواطنين وآمالهم من أجل بناء مجتمع ديمقراطي وحداثي يعكس تطلعات المواطنين في جميع مناحي الحياة العامة. ونوه بالعمل التشاركي بين الولاية والمجلسين الجهوي والحضري ووزارة الثقافة والذي أفضى إلى بناء معلمة مدينة الفنون والثقافة التي قام جلالة الملك محمد السادس بتدشينها في السنة الماضية، وبما أصبحت تؤديه هذه المعلمة من أدوار نموذجية في التنمية البشرية وفي تكريس منظومة القيم الحضارية وتخليق الحياة العامة للمواطنين. وقد تم إنشاء مدينة الفنون والثقافة بدعم تشاركي بين مجلس جهة دكالة عبدة والمجلس البلدي لآسفي ووزارة الثقافة التي ستتكفل بتنشيط وتدبير هذه المعلمة. من جانبه، أكد محمد كاريم، رئيس المجلس البلدي، بالمناسبة، أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمسرح خاصة في مدينة آسفي، مشيرا إلى أن هذه المدينة تحتضن طاقات مبدعة أصبحت تجد في مدينة الثقافة والفنون فضاء لنشر الحضارة والحداثة والتبادل الثقافي محليا ووطنيا ودليا.