تتواصل عروض المهرجان الوطني للمسرح بمكناس لليوم الخامس على التوالي بعروض المسابقة الرسمية، التي يتنافس فيها 12 عرضا مسرحيا، كما تعرض أعمال مسرحية أخرى على الهامش في فضاء الحبول وفي عدد من المدن التابعة لجهة مكناس تافيلالت. تعرض اليوم في قاعة محمد المنوني مسرحية «ولاد البلاد» لمحترف المسرح الحر، على الساعة الثامنة مساء، في إطار مسابقة المهرجان الوطني للمسرح بمكناس في دورتها ال 15.. المسرحية تقدم بدعم من وزارة الثقافة وبتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وهي من إعداد وإخراج الفنان عبد الحق بلمجاهد وتشخيص الفنانين عادل لوشكي وإدريس بنعويس وسينوغرافيا الفنان عبد الصمد الكواكبي، وساعد في الإخراج الفنان أحمد لحبابي، بينما أسندت إدارة الخشبة للفنان ادريس تامونت والمحافظة للفنان احمد اخويج. وكان المهرجان قد كرم كلا من عبد الرزاق البدوي، أحد مؤسسي فرقة البدوي، ورشيدة مشنوع، الممثلة القديرة التي تخرجت من مدرسة الرائد الطيب الصديقي ورائد المسرح الفردي بالمغرب عبد الحق الزروالي. من جهة أخرى، أكد محمود أمين الصبيحي في افتتاح الدورة الخامسة عشرة من المهرجان، أن «هذا المهرجان يمثل أهم تظاهرة مسرحية بالمغرب، يترقبه كل المعنيين بالشأن المسرحي من مبدعين ونقاد وإعلاميين، ويتطلع إليه أيضا، بكثير من الاهتمام والشغف، جمهور مميز من مدينة مكناس ومن مدن أخرى». وأضاف «تأتي هذه الدورة تتويجا للموسم المسرحي وتحصيلا للمنجزات والمبادرات المحققة من قبل المسرحيين والفرق المسرحية، التي اجتهدت في إبداع وإنتاج أعمال مسرحية جديدة وفي تنظيم تظاهرات وعروض فنية، أو من قبل وزارة الثقافة التي تواصل تدخلاتها في الشأن المسرحي المغربي بتوسيع شبكة البنيات الثقافية ومواصلة الدعم والتأطير والمساهمة في التغطية الصحية من خلال التعاضدية الوطنية للفنانين. كما تأتي كذلك في ظل نقاش جديد حول الدعم المسرحي بعد التعديلات الأخيرة التي همت القرار المشترك المنظم له، وهي التعديلات التي تمت بمساهمة كل الهيئات الممثلة للقطاع المسرحي من نقابات وجمعيات، حيث سعينا وفق نص القرار المذكور إلى المرور من منح الدعم، من خلال الملفات، وإلى منحه من خلال المعاينة المباشرة للأعمال المسرحية، ولهذه الغاية تم تعيين لجنة تضم فاعلين من المجال المسرحي يمثلون مختلف التخصصات والحساسيات والأجيال، مراعين كذلك الحضور الأمازيغي من بين أعضائها، مع تمكينها من الأدوات المتوفرة لأداء عملها باستقلالية تامة. وإذا كانت هذه التجربة الجديدة قد أفرزت مستوى إبداعيا مميزا مقارنة بالمواسم السابقة، حسب المختصين، فإنها خلفت انتقادات من بعض غير الحاصلين على الدعم، وهذا يدفعنا إلى مواصلة الحوار معكم ومع منظماتكم وجمعياتكم للبحث عن سبل أنجع لتطوير هذا الدعم، وبالتالي الرقي بالمسرح المغربي». وتوقف عند أهمية الدعم المسرحي وقال: «إلى جانب الدعم المسرحي المنظم في إطار القرار المشترك، والذي تخصص له الوزارة 6 ملايين درهم، هناك أشكالا أخرى يستفيد منها أبو الفنون أبرزها دعم المسرح الوطني محمد الخامس على مستوى الإنتاج وشراء العروض، والذي يصل سنويا إلى 4 ملايين درهم، بالإضافة إلى العروض التي تقتنيها مديرية الفنون بمناسبتي اليومين العالمي والوطني للمسرح. كما أضفنا إلى ذلك هذه السنة برنامجا لتنشيط المراكز الثقافية، الذي يعتبر المسرح جزءا هاما منه والتي يعطي الفرصة، بالإضافة إلى الأعمال المدعمة، لباقي الفرق المسرحية لترويج عروضها بميزانية تصل إلى 8 ملايين درهم. وإلى جانب ذلك، تستفيد مجموعة من المهرجانات المسرحية بشكل مباشر أو عن طريق منح الجمعيات من دعم الوزارة السنوي، وكذا المساهمة في سفر بعض الفرق المسرحية للمشاركة في بعض المهرجانات العربية والدولية، هذا فضلا عما تبذله المديريات الجهوية من جهود لترويج الأعمال المسرحية محليا. وقد فتحنا هذه السنة بابا جديدا بإنتاج عمل مسرحي كبير بمشاركة عدد من الممثلين والتقنيين وقد قدم بمناسبة اليوم الوطني للمسرح».