تنطلق، الخميس المقبل، فعاليات المهرجان الوطني للمسرح في مكناس في دورته الخامسة عشرة، بتنظيم من وزارة الثقافة، و الجماعة الحضرية بمكناس، وبتعاون مع ولاية جهة مكناس تافيلات، وتمتد فعالياته إلى 13 يونيو الجاري. وتتضمن هذه التظاهرة فقرات فنية وثقافية متنوعة: عروض مسرحية في إطار المسابقة الرسمية، وعروض مسرحية للكبار والصغار خارج المسابقة، والجزء الثاني من ندوة «همزة وصل» حول المسرح المغربي/ بتنسيق مع الهيئة العربية للمسرح وتوقيع إصدارات مسرحية جديدة، بالإضافة إلى تكريم فنانين مسرحيين. وستنظم فعاليات المهرجان بكل من مدينة مكناس (المركز الثقافي محمد المنوني والمعهد الفرنسي وفضاء الحبول) والمركز الثقافي بالحاجب والمركز الثقافي بمولاي ادريس زرهون. ومن بين الوجوه المكرمة، المسرحي المخضرم عبد الرزاق البدوي، وستقدم فيه الممثلة عائشة ساجد شهادة من بين ما يرد فيها «عبد الرزاق البدوي الذي يعرفه فن هذا الوطن بالمخرج والممثل والمدير الفني لفرقة مسرحية، أعرف عنه أنه مهندس ديكور ومعظم الأعمال المسرحية والتلفزيونية هو من صمم فضاءاتها وسينوغرافيتها، بل حتى ملابسها، وشخصيا بفضله أصبحت ممارسة لمهنة الخياطة حينما ألحقني بمدرسة التصميم والخياطة لأتكلف بتصميم الملابس. كل جزئيات العمل تجدها حاضرة فيه، بل ومتفوقا فيها، بدءا من الكتابة والترجمة والتأليف، وبين كل هذه المهام، هو الممثل الذي لعب أدوار الشاب الأول في معظم إنتاجات مسرح البدوي في حينها، والذي يؤمن بأن لكل زمن أدواره، وهو المخرج والتقني الذي مارس مهام المحافظة العامة بمفهوم «جون فيلار». فعلا إنه ظاهرة المسرح المغربي، حيث قام بالإخراج وبشكل متطور، وهو شاب في الثامنة عشرة من عمره، وبالنسبة للتمثيل، فقد لعب أدوار الطفولة في المسرح وعمره 9 سنوات، وهي المرحلة التي اختاره فيها رائد وشيخ السينما المغربية محمد عصفور ليؤدي دورا هاما في الشريط السينمائي «اليتيم» سنة 1957. عبد الرزاق البدوي الإداري ومخطط ومدير الجولات الفنية، والمسؤول عن التدبير والتسيير والإنتاج، وإلى جانب ذلك هو المدافع عن المسرح المغربي في كل محطات البحث عن القوانين والتشريعات، وبذلك ساهم مع كل المناضلين المسرحيين المغاربة حتى خرجت بعض القوانين وتأسس الفعل المسرحي بالمغرب، الذي نتمنى له التوفيق وتطوير الذات. عبد الرزاق البدوي الأستاذ والمكون، والمنظم للمبادرات الثقافية والفنية والمبتكر للتجارب، والحامل لمشروع التجديد والتطوير، هو من خلق مسرح الطالب وكثيرا من المبادرات المسرحية».. ويكرم المهرجان ، أيضا، المسرحي الكبير عبد الحق الزروالي، ويقدم فيه محمد الأشهب شهادة ، من بين ما يرد فيها «سئل حكيم عن الحياة فقال أنها الأمل. وسئل عالم عن أسرار معادلاته فرد بأنها خليط من كيمياء الرغبة في الحياة. لكن عبد الحق الزروالي قبل أن يسأل عن المسرح كان جوابه سبق لسانه بأنه روح المسرح التي تمنح معنى للحياة. يصعب تصنيفه في خانة محددة. أهو الممثل، أم المؤلف، أم الشاعر، أم المغامر، إنه كل ذلك وأكثر. إنه ساحر لا تخرج من قبعته أشياء مذهلة، بل يحول الأشياء الجامدة إلى كائنات تمشي على الأرض أو تحلق في السماء. من دون أن ينسى أن الحياة هي صراع لا يتوقف. الساحر يكون وحيدا، والصياد يصوب طلقته وحيدا، والمسرحي الذي لا يكون وحيدا لا يستطيع أن يدخل محراب التعبد، من مثله يدخل المسرح فاتحا على صهوة جواد ؟ أو عبر جناح الريح، أو في مثل البرودة التي تبعث القشعريرة، أو الدفء الذي يزين الأحلام، بدأ المسرح وحيدا بالكاتب الذي يستحضر شخوصه ليتسلى بهم أو يبخرهم أمام معابد الآلهة. ثم كان أن الآلهة تريد الجمع كي تبقى متفردة في وحدتها. لكن الزروالي أعاد المسرح إلى أصله. فهو لم يخترع المسرح الفردي، وإنما المسرح الفردي اخترع لنا هذا الكاتب والممثل، هذا الفراشة التي تحلق فوق رؤوس المتفرجين، فكان الزروالي اختراعا صنع نفسه وتاريخه ومجده. لا مسرح دون شموخ وكبرياء. ولا شعر دون نار. ولا نار دون مشاعر. غير أن فراشة الزروالي لا تحترق. إنها من النوع الأسطوري الذي يكتب خلوده . فقد حمل الفنان عكاز طريقه ومضى يشق أسرار البوح. صاح مرة «عتقوا الروح»، ثم رافق كائناته الأسطورية حتى كاد يرى مالا تراه العين. إنه صاحب آخر ملوك الطوائف الذي بكى على ضياع مملكته. وتسلح بعلم ابن سينا. تماما كما قادته فتوحاته إلى مملكة الدانمارك عند أميرها هاملت، ثم عرج على بابلوا نيرودا. لكنه لم يستقر على حال. إنه القائل بأن المسرح هو فن عراك الحياة، إذ لا استسلام ولا توقف». كما يكرم المهرجان الممثلة القديرة رشيدة مشنوع، التي كتب عنها المسرحي مصطفى الزعري الكلمة التالية «مسرحية بنت الخراز هي التي عرفتني بالممثلة القديرة رشيدة مشنوع. ومن خلال الجولة التي قمنا بها بالمملكة، زادت معرفتي بها وكانت هي سبب ارتباطي بها كزوجة إلى الآن. رشيدة مشنوع جاءت إلى الميدان الفني عن طريق فرقة الأستاذ الطيب الصديقي، الذي شاركت معه في مسرحيات معروفة: مومو بوخرصة و عبد الرحمان المجدوب ورسالة الغفران والمقامات. وكانت الممثلة الرئيسية لهذه الفرقة، وحضرت عدة مهرجانات: - قرطاج ومناستيرو طبرقة ومهرجان الصويرة... سافرت مع هذه الفرقة إلى هولندا و بلجيكا والكويت. التحقت بفرقة مسرح الفرجة الذي كنت أترأسه، حيث شاركت إلى جانبي في بطولة مسرحيات: الجيلالي طرافولطا والعائلة المثقفة و حلوف كرموس و دابة تجي دابة و الملحة فالطعام. كما شاركت في أعمال أخرى مع فرق أخرى: مسرحية شد المنطيح ليطيح، للمرحوم محمد مجد، ومسرحية ريح البلاد لبوشعيب الطالعي، وأعمال تلفزيونية غير قليلة، منها ستة من ستين وبيوت من نار وغيرها... وتتشكل لجنة تحكيم هذه الدورة من مولاي احمد بدري، رئيسا، ولخضر منصوري ولطيفة أحرار وسالم كويندي، وجميل حمداوي وياسين أحجام وحسن هموش وعبد الكبير الشداتي ومسعود بوحسين وعبد العظيم الشناوي، أعضاء.