يشارك المخرج الشاب هشام أمال بفيلم "ميلوديا المورفين"، في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالمهرجان الوطني للفيلم، الذي سيسدل الستار على فعالياته مساء السبت، وهو الفيلم الذي يخوض من خلاله المخرج تجربة الإنتاج الذاتي، إلى جانب كتابة السيناريو والمونتاج. يحكي "ميلوديا المورفين" في 80 دقيقة قصة "سعيد الطاير" المؤلف الموسيقي الذي يتعرض لحادثة سير يفقد على إثرها ذاكرته، وحين يبدأ باستعادتها بعد مراحل من العلاج، يدرك أنه لم يعد يتذكر كيف يؤلف الموسيقى. بعدما تخلت عنه النوتات الموسيقية، سيأتي التخلي مجددا من طرف حبيبته نوال التي مد لها يد العون في البداية، ولحن لها أغان حققت لها المجد والشهرة، حيث ستتتنكر له بعد أن فقد حسه الموسيقي، وبل ستحاول النيل منه عبر وسائل الإعلام، من خلال وصفه بالفاشل. اليأس سيدفع بسعيد الطاير إلى محاولة الانتحار، غير أن تلك المحاولة باءت بالفشل، فعندما قرر أن ينتحر قفزا من أعلى بناية تعرض لأصابات فقط. سينضاف إلى معاناة هذا الفنان طرد إدارة المستشفى لوالده الجندي المتقاعد المريض بالسرطان، ليتولى رعايته داخل البيت المتواضع الذي صار يعيش فيه، بعد فقدانه لكل شيء. كان والد سعيد يعيش بالمهدئات، وبدونها يظل يصرخ من الألم، ولم يستطع الابن حتى توفير علبة حبوب "المورفين" التي تخفف من آلام والده، ليصير صراخ الألم المتواصل جزءا من ألم سعيد الطاير. ورغم صعوبة الظروف التي يعيش سعيد تحت وطأتها، ظل يحاول ويقاوم ويلح، إلى أن عادت إليه ذاكرته الموسيقية، وهو يمرر يده على جسد والده المريض، ليصير ألم الأخير سبيل استعادة سعيد لموهبته، ومصدرا للإلهام، . راهن هشام أمال في في بطولة هذا الفيلم على فنانين محترفين من طينة الفنان هشام بهلول الذي تألق في دور سعيد الطاير، إلى جانب حسن باديدة، وياسمينة بناني. بينما اختار توزيع مقاطع الفيلم على شكل فصول رواية كلاسيكية، لتتلاءم مع أجواء وأشكال كتابة السمفونية في الموسيقى الكلاسيكية، كما استعان بالعديد من المقاطع لأشهر المؤلفين الموسيقيين. فيلم "ميلوديا المورفين" حظي بإشادة معظم المتدخلين خلال الندوة التي تلت عرضه، حيث اعتبروا الفيلم تجربة جريئة وواعدة من مخرج شاب تطرق إلى موضوع لم يسبق التطرق له في السينما المغربية.