أوقفت عناصر الضابطة القضائية التابعة لولاية أمن مدينة بني ملال، صباح أول أمس الخميس، أحد المستخدمين العاملين بوكالة لتحويل الأموال على خلفية اختلاس مبلغ مالي يقدر بما يزيد عن 21 مليون سنتيم من الوكالة التي يعمل بها، والمتواجدة بحي بن عدي بمدينة بني ملال. المستخدم الموقوف مباشرة بعد فتحه لوكالة تحويل الأموال، خرج مهرولا نحو الشارع وهو يصرخ بأعلى صوته، مدعيا أن شخصين قد قاما بدفعه داخل الوكالة أثناء فتحه للباب مهددين إياه بالسلاح الأبيض، قبل أن يقدما على سرقة المبلغ المالي المذكور ويطلقا قدميهما للريح. وفور علمها بالحادث، حلت على عجل فرقة من رجال الشرطة القضائية التي فتحت تحقيقا مفصلا في ملابسات القضية، وقامت بمسح كامل لمسرح الجريمة قبل أن يفاجئوا بأن كاميرات المراقبة الخاصة بالوكالة غير مشغلة، الأمر الذي دفعهم للاستعانة بكاميرات المراقبة المثبتة بوكالة بنكية مجاورة، ليكتشفوا بذلك أن رواية المستخدم لا أساس لها من الصحة، حيث أظهر شريط الفيديو المستخدم وهو يهم بفتح المحل وحيدا دون تعرضه لأي هجوم قبل أن يبدأ بعدها عملية الصراخ، وهو الأمر الذي يتنافى بشكل كامل مع روايته الأولى. أمام هذا المستجد، تم نقل المتهم نحو مركز الشرطة من أجل مباشرة جلسة الاستنطاق، الأمر الذي أفضى إلى اعتراف المتهم بالمنسوب إليه بعد محاصرته بدلائل تؤكد فعلته، ليصرح بأنه يمر بضائقة مالية خانقة، وهو الأمر الذي دفعه إلى اختلاس المبلغ المذكور بشكل تدريجي حتى لا يثير الشبهات حوله، ليحبك بعد ذلك سيناريو عملية السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض لتبرئة نفسه من تهمة الاختلاس التي كانت ستصوب نحوه في حالة اكتشاف مالكي الوكالة للأمر. تبقى الإشارة إلى أنه تم وضع المتهم تحت تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث معه، حيث من المتوقع أن تتم إحالته أمس الجمعة أمام أنضار النيابة العامة بتهم تتعلق بالسرقة وخيانة الأمانة. عادل المحبوبي/الكبيرة تعبان