أحالت مصالح الشرطة القضائية بتطوان، صبيحة الأربعاء ثلاثة شبان على النيابة العامة، محسوبين على مشجعي فريق المغرب التطواني، بعد أن نشروا شريطا خطيرا وقويا، يهددون من خلاله جماهير اتحاد طنجة الجارة، واستعملوا فيه قاموس شامل من المصطلحات والكلمات النابية، والمخلة بالحياء وهم في حالة هستيرية، مما يبين أنهم لم يكونوا في حالة طبيعية. الشبان الثلاث، أحدهم يبلغ من العمر 33 سنة، والثاني 22 سنة، فيما الثالث لم يظهر في الشريط لكن سمع صوته في بعض اللقطات، فقد كان مكلفا بتصويرهم بواسطة هاتف نقال، وعمره لا يتجاوز 17 عاما. وينتمي الشبان الثلاث لحي الإشارة، بهوامش مدينة تطوان. الشريط الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه، بعد أن تم سحبه من مواقع التواصل الإجتماعي، التي انتشر بها يوم السبت المنصرم، وهو اليوم اللاحق لليلة تسجيله، حيث تم تسجيله في وقت متأخر من الليل، قبل ان يتم نشره لحظات بعد ذلك. لكن سرعان ما تمكنت المصالح المختصة، من تحديد هوية الوجوه الظاهرة به، وتصدر مذكرة بحث مستعجلة، ليتم اعتقالهم فجر نفس اليوم، وهم يعودون لمنازلهم. ويتناوب الراشدان على الحديث في الشريط، حيث انهالوا على الجماهير الطنجاوية، بكل مكوناتها بسيل من السباب الفاحش، والكلام الساقط بكل معاني الكلمة، بل أنهم تجاوزوا ذلك ليصلوا لكل أهالي طنجة وليس فقط لجماهيرها، لكن دائما في إطار كرة القدم، وهم يهددون تلك الجماهير ب"السحق" في حال قدومها لتطوان، مشيدين بفريق المغرب التطواني وما حققه من بطولات، مقابل ذم الفريق الطنجاوي وجماهيره. طريقة هستيرية تلك التي كان يتحدث بها أكبرهم، وكان واضحا ان الشبان لم يكونوا في وضعية سليمة، فغالبا ما كانوا تحت تأثير أحد انواع المخدرات القوية، وهو ما يبدو واضحا من الشريط، الذي وصلوا فيه حد التهديد بالقتل، وتفضيل "اليهودي عن الطنجاوي" كما قالوا فيه. وأنهم مستعدون ل"ذبحهم" في حال وصلوا لتطوان في لقاء مرتقب بين الفريقين برسم الدورة 18 من البطولة. ويستغرب البعض، قيام المعنيين بتسجيل الشريط وبثه في هاته اللحظة، بحيث أنه لا مناسبة ولا شيء يدعو لكل تلك الهستيرية التي كانوا يتحدثون بها، ومباراة الفريقين مازالت بعيدة جدا، ويعرفون جيدا أن الجماهير الطنجاوية ممنوعة من الوصول لتطوان يوم المباراة، بسبب أحداث شغب سابقة بين جماهير المدينتين الجارتين. وعلمت الجريدة من بعض المصادر المقربة من أولتراس الفريق التطواني، "سييمبري بالوما" وكذلك "ماطادوريس" المتحالفين في تنسيقية واحدة تحمل إسم "كوربا نورطي"، كلاهما تبرأى كليا من الشبان المعنيين، معتبرين ما جاء في تسجيلاتهم لا يمت بصلة لأدبيات الأولترات، وأنهم لا ينتمون لأي مجموعة من المجموعتين. خاصة وأن الأولترات التطوانية كانت قد عقدت صلحا مع نظيرتها الطنجاوية، وأكدوا أنهما سيحاولوان التصالح خلال المباراة القادمة. النيابة العامة احتفظت بالشبان الثلاث، وأحالتهم على السجن المحلي بتطوان، لمزيد من التحقيقات والتحريات في الموضوع، فيما لم يتبين بعد التكييف القانوني للتهم التي يمكن ان توجهها النيابة العامة ضدهم، والتي قد تكون خطيرة في حال اعتمد ما جاء في الشريط، واتخذ مأخذ الجد من طرف ذات النيابة العامة. مصطفى العباسي