قناة تمازيغت والإذاعة الأمازيغية لن تحضرا نهائيات كأس إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية دونا عن باقي قنوات الإعلام السمعي البصري العمومية. قرار اتخذته إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لتحبط بذلك آمال السمعي البصري العمومي الأمازيغي في التواصل مع الجمهور المغربي خلال هذا العرس الكروي الإفريقي المهم في أول تجربة تلفزيونية بعد إقرار الدستور الجدد. وفي تفاصيل ماجرى من إقصاء للأمازيغية في أدغال افريقيا، وقبل صدور القرار الذي لم تستسغه طواقم الإعلام الأمازيغي، فقد قام الصحافيون العاملون بقناة تمازيغت وبالإذاعة الأمازيغية بجميع الإجراءات الخاصة بالتحضير للسفر إلى البلدين المنظمين بعد أن انتدبتهم إدارة تمازيغت بتهييء أنفسهم للسفر مع المنتخب الوطني المغربي لتغطية مقابلاته التي ستنطلق بداية الأسبوع المقبل. حيث بعثوا بملفاتهم ووثائقهم إلى إدارة الكاف بالقاهرة وتلقوا الضوء الأخضر لمباشرة الإجراءات الأخرى، صبيحة الثلاثاء الماضي، من تلقيح واقتناء الأدوية وكل ما يصلح لمقام مريح بالغابون وغينيا الاستوائية وهو ما كلفهم مبالغ مالية من جيبهم الخاص. يوم الثلاثاء مساء يفاجأ الطاقم الصحافي بأن إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تقرر إقصاء صحافيي تمازيغت والإذاعة الأمازيغية وتمنعهم من مرافقة الطاقم الصحافي المغربي الذي سيحضر النهائيات. وهو القرار الذي اتخذ بعد الاجتماع الذي عقده المدير العام محمد عياد مع كل من حسن بوطبسيل مدير القناة الثالثة الرياضية، وسعيد أنيس رئيس القسم الرياضي بالقناة الأولي. حيث أصر بوطبسيل على أن ُيمنح لقناته طاقما ثانيا إضافيا لتغطية مباريات المنتخب المغربي، بعد أن كان مقررا أن تسافر القناة الرياضية بطاقم واحد. وهو ما استجاب له المدير عياد و وافق عليه. ليأخذ هذا الطاقم الذي انضاف مكان طاقم قناة تمازيغت، التي ستضطر إلى أخذ صور مقابلات المنتخب وإعادة التعليق عليها من داخل تمازيغت وتقديمهما مكررة ومن نفس الزوايا وبنفس الصيغة من الأولى والرياضية. كما أن سعيد أنيس أصر على أن تحضر القناة الأولى ممثلة في كل من عبدالحق الشراط وخالد أزدون وكاميرا مان ومونتور، إضافة إلى الإذاعة الوطنية والإذاعة الدولية. ليتشكل بذلك، عقب هذا الاجتماع، الفريق الوطني المغربي الصحافي الذي سينقل للمغاربة مباريات فريقهم الوطني. هذا علما أن المدير العام لتمازيغت محمد مماد يوجد في عطلة مرضية، كما لم يتمخ إخبار أو استدعاء أي مسؤول من تمازيغت لحضور هذا الاجتماع الذي تقرر خلاله إقصاء العنصر البشري الأمازيغي دونا عن غيرهم من باقي الصحافيين الآخرين و الذين لا ينقصون مستوى عن زملائهم المحظوظين. ماذا يعني هذا القرار؟ وما أسباب نزوله الحقيقية؟ ولماذا يتم إقصاء الإعلام المغربي الناطق بالأمازيغية من حضور هذا العرس الإفريقي ومتابعة فريقنا الوطني المغربي الذي يُرجى أن يحقق نتائج مرضية في هذه النهائيات؟ لا تفسير مقنع لمثل هذا السلوك الذي يعود بنا إلى سنوات خلت من العقلية الإقصائية لكل ما فيه ريحة الأمازيغية في الإعلام العمومي ألم يع من يقررون في اجتماع مغلق ومن دون تحضير الحكمة والتبصر المطلوبين في مثل هذه اللحظات على أن مثل هكذا قرارات لن تزيد سوى توسيع تلك الهوة التي يعمل المغاربة كافة على ردمها بإقرار دستور جديد يعيد القيمة الضائعة لعقود للغة والثقافة الأمازيغيتين؟ فالديمقراطية الحقة وتنزيل الدستور الجديد أحسن تنزيل واقعا ووممارسة يبدأ من مثل هذه المواقف. هذا علما أن الرياضة وكرة القدم ذات الشعبية الكبيرة في نفوس المغاربة جميعا واجهة أخرى لتفعيل دستورية الأمازيغية بشكل حقيقي وصادق عبر منح الناس فرصة تتبع منتخبهم بلغتهم وبلسانهم الذي يعتزون به ويتوقون لسماعه في كل وقت وحين. لسان يعتبر المهيمن ضمن طاقم المنتخب الوطني الذي يتشكل في غالبيته من مجموعة من اللاعبين الأمازيغيين والذين يكتبون اليوم صفحات جديدة في تاريخ منتخبنا الوطني المغربي الذي لاحق لأحد في إقصاء الآخر من التفاعل معه.