راه هاديك غير تمازيغت حتا نتا ماكاين مشكل. بهذا المنطق مازال الكثير من الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على القناة الثامنة تمازيغت يتعاملون مع هذا المنبر الإعلامي الذي أطلق منذ أزيد من سنة ونيف. منطق يجد تأكيده الجلي في الكثير من الأمور التي تعتمل داخل هذه القناة والتي لم تبرح مكانها، على الرغم من أن سوء الظن هذا بتمازيغت، أثبت أنه غير سليم اعتبارا لما قدمته القناة إلى حدود اليوم. تمازيغت وحتى قبل ظهور البوادر الكثيرة والتحول الكبير الذي طرأ على النظرة الدونية إن شئنا القول التي تلقاها دونا عن باقي كائنات القطب العمومي التابع للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة, قبل ظهور كل هذه البوادر كان هناك عمل في الخفاء يبذله جنود من الصحافيين والعاملين بثامن القنوات إيمانا منهم بجسامة المسؤولية التي يتطلبها مثل هذا الظرف. ذلك أن مجهودات مضنية لا يمكن إلا لجاحد أن ينكرها بالنظر للظروف التي يخرج بها المنتوج اليومي. وهي ظروف يمكن أن ننعتها بالمستحيلة في عالم التلفزيون الذي يتطلب توفر إمكانيات بشرية ومادية مهمة حتى تكتمل صورة القناة من الداخل والتي تنعكس إيجابا على صورة المنتوج الذي تقدمه للمشاهد المتلقي لمختلف برامجها في الخارج. حديثنا عن الموارد البشرية يجرنا إلى مسألة التعريج على عملية التأهيل لهذه الموارد عبر توفير ما يستلزم من أطقم صحافية و تقنية كافية لكي تسد مختلف الثغرات التي يمكن أن تشوب فقرات هذا التلفزيون. راه ما يمكنش نستامرو ف الاشتغال بهاد العدد المحدود جدا من الناس ف القناة، يتساءل أحد من شاءت الظروف أن يلتحق بالقناة. فبعد مرور كل هذه المدة لم يفكر المسؤولون, الذين أثنوا في أكثر من مناسبة على ما تقدمه تمازيغت, لم يفكروا في تطعيم القناة بما يكفي من آليات الاشتغال. فيما ذهب آخر إلى القول أن هؤلاء المسؤولين ربما نسوا أن ثمة شيء اسمه تلفزيون تمازيغت, و أنهم قد يكونوا نسوها في غمرة انشغالاتهم ولم يعودوا يتذكرونها بالمرة. وإن أثنوا عليها وصرحوا بإيجابيات ما تقدمه فكان عليهم أن يسألوا عن أحوال أناسها و عن الطريقة اللي كايشتاغلوا بها وعليهم أن يقولوا باز وينزعوا قبعاتهم لتحية هؤلاء الناس الذين همشوا ولم يتم دعوتهم في جلسات دورية قصد الإنصات إلى ما يؤرقهم في يومياتهم وهم القلة حتى يكونوا في الموعد المنشود مع المشاهد الذي يبقى الغاية التي يصب في اتجاهها كل هذا العناء. الموارد البشرية ليست وحدها العائق. فهناك أيضا الدعم المالي الذي يبقى ضئيلا قياسا مع باقي القنوات. وإن توفر هذا المورد المالي فمسألة تدبيره والتصرف فيه من اختصاص الدار الكبيرة اللي كا تقطر البزبوز وقتما رأت ظرورة لذلك. وهذا موضوع استفضنا في الحديث عنه غير ما مرة لكن لا حياة لمن تنادي, مادام أن أمر فك الارتباط أمر كان مستبعدا في الماضي ولا أعتقد أنه سيجد الطريق نحو التفكير فيه رغم الروح الجديدة التي ضخها الدستور في شرايين الهوية والثقافة واللغة و كل شيء أمازيغي في هذا الوطن. الموارد البشيرة والإمكانيات المادية ينضاف إليها معطى آخر شكل التحدي الكبير رفعه هؤلاء العاملون بتمازيغت. وهو عامل ساعات البث. وهنا أستحضر وعد وزير الاتصال لحظة الإعلان عن انطلاقة تمازيغت حين أقر بأن ست ساعات لن تكون هي السقف والمنتهى لتمازيغت. بل أكد خالد الناصري أن هذه الساعات سترتفع في غضون ستة أشهر لتصل إلى ثمانية ومنها إلى اثني عشرة ساعة ولما لا أربع وعشرين ساعة متواصلة. الريح, هذا كلام أريد بها فض مجامع. لتبقى القناة رهينة السويعات الست منذ ذلك الحين ولم تزحزح عن عقربها حتى اليوم. هذا إذا علمنا أن المسؤولين بتمازيغت أخذوا هم المبادرة وخرقوا حاجز الست ساعات ليصلوا إلى اثنتي عشرة ساعات متواصلة من دون مشاكل. وهو ما تأكد خلال رمضان الماضي ويعاد تكراره بقصد التأكيد عليه خلال رمضان هذا العام. ومن تم فهذه رسالة موجهة إلى من أفتى بستا ساعات في زمن لم تعد حتى الساعات الأربع والعشرين اليومية تكفي لتقديم منتوج تلفزيوني بالمواصفات العصرية الحديثة التي يتطلبها مجال الصوت والصورة. فأين المشكل؟ الله تعالى أعلم. وهو الخبير بما يدبره من يسيرون شؤون القناة من خارج أسوارها ويصرون على إبقاء هذا الكائن التلفزيوني الحلقة الأضعف في مشهدنا التلفزيوني العمومي, رغم أن كل المؤشرات تقول عكس الطريقة التي ينظر بها إلى تلفزيون تمازيغت الذي سيلعب لا محالة أدوارا مستقبلية في ظل الكثير من الاستحقاقات التي تنتظر المغرب في قادم الأيام.