رمضان على الأبواب, رمضان بباراكتو وبكل الطقوس التي يحملها سواء اجتماعيا أو روحيا. الشهر الفضيل فرصة مواتية للقنوات التلفزيونية لكي تسابق نفسها وتدخل في السرعة النهائية مع باقي القنوات سعيا وراء إرضاء المشاهد خلال شهر الصيام. وعلى غرار باقي التلفزيونات العمومية الوطنية، تدخل قناة تمازيغت موسم رمضان هذا الموسم معززة بشبكة برامجية مهمة سيلتقي معها المتلقي خلال الشهر الفضيل. تمازيغت تدخل سنتها الثانية أو بالأحرى رمضانها الثاني بعد ذلك الذي شهدته خلال الموسم الفارط والذي صادف عهد دخولها المشهد السمعي البصري في بلادنا. كانت التجربة وكان المحك، ورغم ظروف الاشتغال المعروفة ورغم ضيق الوقت, فقد وجدت تمازيغت موطئ قدم لها ضمن الباقة الوطنية. اليوم تعيد القناة الكرة لتنخرط بدورها في تأثيث يوميات المشاهد خلال مضان هذا العام. أيور نوزوم, أو شهر الصيام باللغة العربية. أزوم بنكهة خاصة سقفه الدسترة الفعلية للغة الأمازيغية مطلع شهر يوليوز الجاري. وسيكون هذا الأمر المحفز للقناة لبذل المجهود ومضاعفة الوتيرة من أجل أن تكون في موعد الفرجة الرمضانية. تمازيغت حاولت من خلال برمجتها تنويع منتوجها لشهر نوزوم, وحاولت تقديم فرجة عائلية تمس الأسر المغربية من دون استثناء. فعلى مستوى السيتكومات، اختارت تمازيغت مواضيع اجتماعية متنوعة تعالج العديد من القضايا التي تستشري في مجتمعنا في قالب كوميدي شيق. وهي سيتكومات شملت الألسن الأمازيغية تعميما للفائدة وحتى تمنح الفرصة لكل التعابير للمرور من على الشاشة. ميزة هذه الأعمال التي ستبث هو أنها حديثة صورت خصيصا لرمضان، إضافة إلى أنها تضم أبرز الوجوه الفنية الأمازيغية والتي تحظى بقبول كبير لدى المتلقي المغربي. تمازيغت عملت على مس مختلف أوجه الفرجة التلفزيونية الرمضانية من دون استثناء. وهو ما يعني أن القناة ضاعفت من وتيرة عملها إرضاء للمشاهد. وحينما نقول مضاعفة الجهد فإننا نعني هنا أن آلة الاشتغال اليومي قد تكون عرفت ضغطا كبيرا على الطاقم العامل بالقناة. وهو الطاقم المحدود جدا والذي يستحيل في عرف التلفزيون في العالم أن يؤدي مهمته بالشكل المطلوب، غير أن إرادة أبناء الدار وإيمانهم القوي بأن المسؤولية والرهان كبيران وأن هذه المرحلة هي التأسيس الفعلي لما قد ينعت التلفزيون المغربي الأمازيغي كان المحفز الهام في رفع التحدي وتقديم الأفضل للمتلقي المغربي. إرادة العاملين تتأكد خاصة خلال هذا الشهر. وتتبلور جلية باجتهاد المسؤولين بالبرمجة الذين يعتمدون خلال هذا الشهر صيغة جديدة تختلف عن الصيغة التي تشهدها فقرات القناة خلال باقي أيام السنة. وترتكز تمازيغت على أمرين أساسيين. الأول في الإلباس الخاص بالشهر الفضيل، والذي يظهر من خلال الألوان وكذا الهوية البصرية الجديدة التي تتماشى وخصوصية أيور نوزوم أي شهر الصيام. الأمر الثاني والذي يبدو مهما هو اعتماد قناة تمازيغت إرسالا متواصلا يمتد من الساعة الثانية زوالا حتى الثانية صباحا. وهذا لا يمكن الاستهان به، إذا ما أخذ بعين الاعتبار محدودية الطاقم الذي سيتدبر ملء ساعات البث هذه. وهذه رسالة مهمة يمررها العاملون بتمازيغت إلى المسؤولين للي ف الباطيمة العتيقة بدار البريهي على ضرورة إعادة النظر في الطريقة التي يتعاطون معها مع هذه القناة. وهنا نذكر بالتصريح الذي كان أدلى به العديد من المسؤولين، إبان الإعلان عن إطلاق تمازيغت شهر يناير 2010، بأن تمازيغت ستنطلق مؤقتا بست ساعات على أن ترتفع الوتيرة إلى ثمان ساعات قبل نهاية السنة، لتصل إلى اثني عشر ساعة السنة المقبلة ثم منها إلى البث المتواصل. كلام جميل فضت به اللقاءات، بقي صيحة في واد يتجاهله إلى حد اليوم مالين الشغل في التلفزيون بعد أن يتنكروا لمثل هذا الكلام والوعد الذي قطعوه على أنفسهم دون أن يلتزموا به. وللمرء أن يتساءل، إن كان يعقل أنه مازال في عالم تبادوت، أي التلفزيون، قناة تبث برامجها لست ساعات ثم تنصرف لحال سبيلها مقفلة على إعادات وجينكلات لبرامج قدمتها. ألم يحن الوقت لكي تنال تمازيغت ما تستحق من العناية المطلوبة؟ ألم يحن الوقت للتعاطي الجدي مع هذا المكون التلفزيوني الذي لا ينقصه شيء عن باقي الكائنات التي أطلقتها إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بقيادة فيصل العرايشي؟ وهل أن ثمة نية مبيتة في تهميش آخر عنقود ضمن باقة الشركة الوطنية؟ هذا علما أن ما حمله المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي المغربي من تغيرات كبيرة وعميقة يفرض التفعيل الحقيقي لشكل وتصور القناة. كيف لا وقد وصل هذا التفعيل سقفه الأعلى بعد دسترة اللسان الذي تنطق به قناة تمازيغت. وهو ما يحتم دسترة العمل التلفزيوني عبر تخصيص الاعتمادات والآليات المهنية بشرية وتقينة للنهوض الحقيقي والفعال بشيء يسمى تلفزيون أمازيغي مغربي وطني.