تغطيتها لحملة الاستفتاء على الدستور خلال الفاتح من يوليوز الماضي كانت بإجماع المتتبعين مميزة، لتأتي لحظة الانتخابات التشريعية للخامس والعشرين من نونبر الماضي وتعيد قناة تمازيغت الكرة في محطة أخرى شكلت محكا حقيقيا آخر لهذه القناة، كي تثبت على أنها دائما موجودة وعلى أنها لاتخلف المواعيد المصيرية في تاريخ المملكة. لقد اعتبرت الاستحقاقات التشريعية الأخيرة لل 25 من نونبر الماضي برهانا ودليلا آخر على أن تمازيغت قناة المناسبات والمواعيد الوطنية الهامة. نقول هذا الكلام مستندين، ومن دون أي مبالغة أو تحيز، على ما وقفنا عليه في حينه من تغطية ومتابعة لا تقل مهنية عن ما قامت به القنوات المغربية الأخرى في متابعتها لمراحل الانتخابات التشريعية والتي حملت حزب العدالة والتنمية إلى رأس الحكومة الأولى في تاريخ المغرب ما بعد الدستور. وبالأرقام، يمكن القول أن التغطية الانتخابية لتمازيغت كانت مهنية واستطاعت أن تقدم وجها آخر للتغطية المباشرة وغير المباشرة للتشريعيات الأخيرة. استطاعت تمازيغت أن تتدبر عملية توزيع طواقمها الصحافية والتقنية، على قلتهم، على أزيد من تسعة عشر نقطة على امتداد مجموع التراب الوطني. تسعة عشر نقطة كانت بميزة خاصة ركزت خلالها الأطقم الصحافية على المناطق القروية والتي تبقى نقط قوتها التي تواصلت من خلالها مع المواطن المغربي البيسط. ومن ثم نقلت الصورة كاملة عن أجواء العملية الانتخابية وكل ما تلا عملية التصويت خلال الجمعة الحاسمة. وهذا التركيز أملاه توجه القناة في اعتماد سياسة القرب من نبض الشارع وتقريب دقاته من المشاهد المتابع لهذه القناة. كما عملت تمازيغت على نقل وقائع التصويت من المراكز الحضرية في المدن الكبرى. وهو ما منح لهذه التغطية ما يلزم من الاحترافية والمهنية التي اتسم بها الصحافيون بهذه القناة على الرغم من الظروف غير السوية التي نعرفها والتي لا تسمح بالهامش الكبير للتحرك. وهذا الأمر أشرنا إليه مرات عديدة ونعيده. غيرة منا في ضرورر إعادة النظر في هذا الأمر والذي يعد من عصب العمل التلفزيوني السوي في كل بلدان العالم. تغطية الحملة لم تقتصر على المناطق الموزعة في المغرب، بل شملت أيضا مقر القناة. ذلك أن تمازيغت قامت بإعداد مجموعة من الفقرات داخل الاستوديو الوحيد المتوفر لها، حيث استضافت العديد من الفعاليات الحزبية وكذا الأساتذة الجامعيين. وتم تسيير نقاشات حقيقية حول كل ما يهم العملية الانتخابية التي شهدتها بلادنا. هذا بالإضافة إلى أن تمازيغت نقلت عتادها التقني وهيأت فضاء داخل أحد فنادق الرباط من خلال ندوة نظمت للغرض ذاته بحضور مختصين ومحللين من جميع التيارات يوم السبت. ومن باب تفعيل العمل وتثمين ما تم تقديمه منذ البداية، قامت تمازيغت وبعد أن تم الإعلان عن فوز حزب العدالة والتنمية باستضافة بعض فعاليات حزب المصباح. وكان سعد الدين العثماني أول من علق على نتائج ما أفرزه الاقتراع. كما تم الاتصال بلحسن الداودي من الحزب ذاته لأخذ قراءته الخاصة للنتائج، وكان ذلك أثناء وجود المسؤول الحزبي داخل القناة الثانية دوزيم والتي كان يستعد بها للظهور في برنامج حواري مباشر عقب تتويج حزبه وتبوئه للمرتبة الأولى. غير أن ما كان لافتا أيضا والذي أعطى معنى لتغطية تمازيغت هو التصريح الذي خص به الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، عبدالإله بن كيران، القناة الثامنة مباشرة بعد فوز حزبه. وهو التصريح والاستضافة اللذين قالا كل شيء بخصوص مستقبل تعاطي حزب المصباح مع الأمازيغية ومع كل ما يهمها في حسابات أهل توفاوت بعد أن تتضح معالم التشكيلة الحكومية المرتقبة جدا.