اليوم يقف المغربي على حقيقة كل هذا الحراك الذي شغلهم لشهرين وأزيد لانتخاب أعضاء مجلس النواب الجدد وتدشين عهد جديد في علاقة التراتبية الوزارية باختيار أول رئيس حكومة في تاريخ المغرب الحديث. مغرب ما بعد الدستور. حراك الانتخابات التشريعية كان لابد أنه سيلقي بظلاله على مجموعة من مجالات الحياة في المغرب. جسامة المرحلة وأهميتها تستدعي توقيف النظر في العديد من الملفات التي تهم التدبير العادي لمجموعة من المؤسسات العمومية. قطاع الإعلام بدوره لا يخرج عن هذه القاعدة. إذ تم إرجاء النظر في مجموعة أمور تهم علاقة الدولة بهذا القطاع على أن تتم عملية مباشرة مختلف المحاور التي تهمه بعد الانتخابات. الشيء ينطبق على قناة تمازيغت التي تم تعليق البث في دفتر تحملاتها إلى ما بعد 25نونبر. ذلك أن الدولة من خلال وزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ستنكب على الإعداد لدفتر تحملات جديد للقناة الثامنة بعد أن توصلت الشركة الوطنية مؤخرا بمراسلة من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تفيد بضرورة إعادة النظر في دفتر تحملات الثامنة بعد انقضاء المدة التي كانت محددة لها إبان الانطلاقة، لكي تقدم على تغييرات تقنية تتعلق بمسائل التدبير اليومي. ومن بين أهم الأمور التي ستشملها التغييرات المقبلة، مسألة ساعات البث اليومية للقناة. حيث إنه وبعد مرور سنة وتسعة أشهر تقريبا على ممارسة القناة في المشهد التلفزيوني الوطني، أصبح اليوم لزاما على الشركة الوطنية النظر في هذه الساعات في أفق الرفع منها وانتقالها من ست ساعات يومية إلى وتيرة بث زمنية مرتفعة. وهنا يجب التذكير بأن حفل الإعلان الرسمي عن انطلاقة القناة، قبل سنتين، كان وزير الاتصال خالد الناصري أعلن على أن تمازيغت ستنطلق بست ساعات مؤقتة في شهر مارس على أن ترتفع وتيرة البث إلى ثماني ساعات مع نهاية السنة، وتصل إلى عشر أو اثنتي عشرة ساعة مع نهاية سنة 2010. لكن في قراءة لمسار بث تمازيغت، يلاحظ على أنها وعلى بعد أشهر من إقفالها لسنتها الثانية، مازالت تعمل بنفس السويعات القليلة التي انطلقت بها. وهو ما لا يتفق مع توجهات العاملين والصحافيين الذين كانوا يطالبون بالرفع من هذه الساعات حتى يتمكنوا من تقديم الإضافة المطلوبة بعد فترة من التمرس والتجربة التي اكتسبوها داخل تمازيغت. الرفع من ساعات البث لابد أن يقترن بالرفع من عدد الموارد البشرية عبر ضخ دماء جديدة في القناة حتى يتمكن الصحافيون من أداء واجبهم المهني بكل أريحية بعيدا عن ضغط العمل اليومي، الذي قد يفرضه إثقال كاهلهم بمهام جديدة سيضطرون للقيام بها في غياب ما يكفي من الأطر. إعادة النظر في دفتر التحملات، لم يأت هكذا أو من فراغ، بل أملته الثقة التي كسبتها القناة بعد هذه المدة من الممارسة. ثقة أبانت عنها القناة بعد أن استطاعت أن تكسب الرهان ورفع تحديات البداية التي لم تكن بالسهلة قياسا لما عرفته من صعوبات ارتبطت بطريقة التدبير اليومي لها. هذا التدبير الذي لايمنح كثير مجال التحرك على اعتبار الارتباط الوثيق الذي قيدت بها إدارة لشركة هذه القناة، حيث فوضت لمسؤولي تمازيغت التدبير التلفزي التقني للقناة، فيما تولت هي كل ما يهم عملية التدبير اللوجيستيكي والمالي والإداري.