قال خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في كلمة ألقاها في ندوة صحفية نظمت يوم الأربعاء 6 يناير 2010 بالرباط بمناسبة إطلاق القناة الثامنة «تمازيغت» إن هذه اللحظة تؤكد إلتزاما حكوميا، وهو حجة واضحة للتدبير المعقلن للتنوع الثقافي الذي يتميز به المغرب. وأضاف الناصري أن هناك مجهودات بذلت من طرف الحكومة وكل الأطراف المعنية لكي يرى هذا المشروع النور في أحسن حلة، وهي لحظة مليئة بالدلالات السياسية والثقافية والاعلامية. وأوضح في تصريح لجريدة «العلم» أن هذا الحدث يؤكد أن المغرب قطع شوطا مميزا بكل المواصفات، مضيفا أن المغرب أعطى الحجة والبرهان على تدبير صحيح لهويته المتنوعة باعتباره قادرا على رد الاعتبار لكل روافد هذه الهوية وتجلياتها الثقافية. واستحضر في الندوة ذاتها خطاب أجدير الذي ألقاه جلال الملك محمد السادس في 17 أكتوبر 2001 حيث سلط أضواء جديدة ومتجددة على المسألة الأمازيغية في المغرب واعتبر هذا الخطاب الملكي معلمة ميزت المسار الاصلاحي الذي يقوده جلالته بكثير من الحنكة والنجاح. وأشار أن القناة الثامنة «تمازيغت» قناة عامة تعنى بالتثقيف والاعلام والتربية والترفيه وتنتج أهم ما يبث من الإنتاج الداخلي وهو ما اعتبره مهمة صعبة مقارنة مع باقي القنوات. ومن جهته أكد فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة أن مشروع إطلاق هذه القناة عظيم، وقال إنها قناة تتوفر على إمكانات تقنية جد حديثة، من أحسن ما يتوفر الآن في مجال السمعي البصري في العالم. وأضاف أنها تعتمد على آليات رقمية متطورة جدا من غير استعمال أية أشرطة لتقديم البرامج. وذكر أنه بالنسبة للجنة المكلفة بانتقاء البرامج فقد اشتغلت على ما يقارب 160 مشروع، مؤكدا أن دفتر تحملات هذه القناة يفيد بأن نسبة 75 % تقريبا من البرامج ستقدم باللغة الامازيغية وما بين 30 و 25 في المائة بالعربية. وأفاد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية أن إطلاق القناة الثامنة «تمازيغت» يؤرخ لمسار جديد لسياسة الدولة المغربية في مجال الاعلام وهي سياسة سنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بحيث تعتمد على رؤية جديدة للهوية الوطنية وللثقافة المغربية. واعتبر الحدث مهم، وأوضح أن المعهد الملكي واكب مشروع إحداث هذه القناة منذ الوهلة الأولى وساهم مع الوزارة الوصية في إعداد التصور الأولي لهذه القناة. وفي تصريح ل «العلم» قال بوكوس إنها قناة للمغاربة جميعا وستعكس التعدد اللغوي والثقافي المغربي وتساهم في تطوير هذا المجتمع وإدماج نسبة من المغاربة في المنظومة الاعلامية الوطنية. وأفاد محمد مماد المدير المركزي للقناة والذي عين أخيرا على رأسها أن هذه القناة شرعت في بث برامجها تجريبيا أول أمس الأربعاء 6 يناير 2010 على أن تنتقل إلى البث الفعلي في فاتح مارس المقبل بوتيرة بث يومية مدته ست ساعات من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة مساء إلى منتصف الليل ويومي السبت ومن الثانية بعد الزوال إلى منتصف الليل. وتعتبر هذه القناة عمومية وعامة تهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين المغاربة داخل المغرب وخارجه عن طريق شبكة برامجية متنوعة تخاطب مختلف شرائح المجتمع المغربي في مختلف مناطق البلاد، كما تسعى إلى الاستجابة لانتظارات المغاربة القاطنين بالخارج.