انتهت قناعة هيئة الحكم بمحكمة الإرهاب بسلا إلى ثبوت الإدانة في حق شقيقين يعملان بقطاع التربية والتعليم، توبعا في حالة اعتقال بتهمة التواصل مع تنظيم إرهابي عبر شبكة الأنترنيت، والحكم عليهما بثلاث سنوات سجنا نافذا لكل منهما، مع تخصيص متهم ثالث توبع في نفس الملف بسنة حبسا نافذا. وتعود فصول القضية إلى نهاية يوليوز المنصرم، حين تفاجأت ساكنة حي «الفلاحي» بجماعة سيدي المختار بإقليم شيشاوة، بفرقة أمنية مشكلة من عناصر دركية تابعة للمركز القضائي للدرك وعناصر من مصلحة مراقبة التراب الوطني (الديستي)، تقتحم منزلا يقطنه رجل تعليم يعمل بالسلك الابتدائي (35 سنة)، وتشرع في تفتيش كل زواياه وأركانه، قبل أن يغادر الجميع محملين ببعض المتعلقات والأجهزة. في اليوم نفسه، كان منزل شقيق المعني الذي ينتمي بدوره للقطاع ذاته، والكائن بحي الزاوية بالجماعة ذاتها، على موعد مع مشهد مماثل، انتهى بتوقيف صاحب البيت وحجز بعض الحواسيب وعدد من الكتب والأشرطة. البحث عن الشقيق الأول، امتد لفضاءات مدينة مراكش، حيث تم توقيفه رفقة شريك آخر يقطن بالمدينة نفسها، وإحالة الجميع على غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالإرهاب. أحداث ووقائع، خلفت حينها الكثير من علامات الاستفهام وسط ساكنة الجماعة، مع تناسل معلومات أرجعت توقيف الأظناء إلى رصد بعض الاتصالات التي كانوا يجرونها مع جهات محسوبة على التيارات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، حيث انفتحوا بشكل غير مسؤول على التنظيم المذكور، وشرعوا في إجراء اتصالات عبر الشبكة العنكبوتية، دون أن ينتبهوا إلى أن هذا الفضاء عرضة للمراقبة والترصد. تواتر هذه الاتصالات وطبيعة المواضيع الشائكة التي يتم الخوض فيها، جعلا الأعين تنفتح بشكل أوسع وعمليات المراقبة والتتبع تركز على هذه الاتصالات التي تم وضعها تحت المراقبة المتواصلة، إلى أن دقت ساعة الصفر، فتحركت الفرق الأمنية تجاه منازل المتهمين وأحاطتهم بأسوار التوقيف والاعتقال، وحجز كل القرائن التي تثبت هذه الاقترافات. اسماعيل احريملة