بمساعدة المركز الثقافي العربي اليهودي تنظم مدينة حيفا في اسرائيل مهرجانا يسمى "عيد الأعياد" يستمر أسبوعين تستعرض خلالهما بفخر التناغم الديني بين أتباع الديانات السماوية الثلاث في المدينة. تنظم بلدية حيفا خلال المهرجان حفلات موسيقية ومهرجانا للطعام ومعارض فنية ومسابقات ألعاب للأطفال وجولات وتقيم أكشاك لبيع زينات عيد الميلاد في ربوع المدينة. وتزين شوارع ثالث أكبر مدينة في اسرائيل وتعلق الأضواء اللامعة فيها. وتوضع شجرة عيد الميلاد في الشارع الرئيسي بالمدينة إضافة الى شمعدان يمثل عيد حانوكا (الأنوار) اليهودي. والمركز الثقافي العربي اليهودي الذي كان يعرف سابقا باسم بيت هجيفن مؤسسة غير هادفة للربح هدفها هو خلق فرص وإقامة منصات لأتباع الديانات السماوية والثقافات المختلفة في حيفا وفي اسرائيل عامة. وقال المدير التنفيذي للمركز عساف رون إن الفكرة جاءت بنسبة 90 في المئة عندما تزامن حلول شهر رمضان وعيد حانوكا وعيد الميلاد معا. واضاف لتلفزيون رويترز "مهرجان عيد الأعياد بدأ منذ 22 عاما عندما تزامن شهر مضان وعيد الميلاد وعيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودي) معا في ديسمبر (كانون الأول) عام 1994. لذلك فان مجرد فكرة الاحتفال معا بسيطة جدا اذا فكرت فيها..في فعلها. المصدر واحد وبالتالي فان الأعياد والأديان تتحد في نفس المصدر..نفس المعتقد.. نفس الإله..بالتالي فلماذا نحتفل بشكل منفصل¿. لماذا لا نحتفل معا¿. وحيفا مدينة مميزة جدا. تربطنا علاقات طيبة للغاية طوال العام هنا ونحترم بعضنا ونريد أن نؤكد ذلك ونريه لمن حولنا قدر الامكان." ويخرج أهل حيفا الى الشوارع لشراء هدايا عيد الميلاد والزينات الخاصة بالمناسبة من الأكشاك التي تملأ المدينة. وقال شاب من حيفا يدعى حنا خوري إن حيفا متحدة دائما بفضل وحدة الثقافة. أضاف خوري "فيه مساواة هون وبنحس أعياد كل الأديان مع بعض. إسلام ومسيحية ويهود ودروز. وهذا الإشي بيوحدنا. وحيفا موحدة كل الوقت كانت. وبتضلها موحدة بس." وقال رجل آخر من حيفا يرتدي ملابس سانتا كلوز ويوزع هدايا على الأطفال ويدعى نيقولا أبو الزوز إن بيت سانتا كلوز أو بابا نويل يفتح للجميع بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي لها كل شخص. أضاف "سانتا هاوس هدا هون صار له 30 سنة بيت سانتا كلوز. بييجوا من جميع أنحاء البلاد..من كل الطوايف. أجانب عرب يهود. كله بييجوا على بيت سانتا كلوز وبيزوروه سانتا كلوز. وسانتا كلوز بيقدم لهم شفتي حلو وشغلات وهدايا صغيرة." وقالت امرأة تدعى يافا أحضرت طفليها لزيارة بيت سانتا كلوز إن مناسبات مثل مهرجان حيفا يعطيها أملا في المستقبل بشأن احتمال أن يعم السلام أنحاء العالم. أضافت يافا "شئ لطيف للغاية أن نحتفل بالأعياد معا ونعيش في سلام ونتمنى أن ينعم العالم بالسلام. كفى حروبا." وقالت نبيلة الدوحة وهي من سكان قرية الرامة إن بلدية حيفا دعتهن ليصنعن فطائر وحلويات لزوار المهرجان. أضافت "دõعينا من البلدية..من مدينة حيفا لعمل الحلويات لأنها هاي شغلتنا في (قرية) الرامة. قبل عيد الميلاد بنعمل وقبل العيد الكبير الفصح بنعمل. وهدا الحلو احنا والمعجنات بنبيعها. وشو المصاري اللي بتطلع بنقدمها للأعمال الخيرية." ويزور كثيرون مهرجان طعام الشام على هامش الاحتفالات وذلك لتذوق الطعام والاستماع الى موسيقيين يعزفون على شرف الضيوف. وأوضحت واحدة من منظمي مهرجان الشام وتدعى نوف اسماعيل إن منظمي هذا المهرجان أرادوا مزج نكهات الطعام العربية باليهودية ليعكسوا تنوع وجبات الطعام المتوفرة في حيفا. وقالت نوف "إعادة هذه الوجبات القديمة وإحيائها وتقديمها للناس..والحكايات التي خلفها والموسيقى. بالتالي فانك تحقق هدفين اثنين بمشروع واحد. أحدها هو إعادة هذه الوجبات والثاني هو جمع الثقافتين العربية واليهودية في مهمة واحدة هي استعادة بعض الوجبات من الثقافة العربية." وتنظم معظم أنشطة مهرجان عيد الأعياد في منطقتي المستعمرة الألمانية ووادي النسناس في حيفا. وتõفتح المنطقتان للزوار يومي الجمعة والسبت من كل أõسبوع حتى نهاية ديسمبر كانون الأول.