في ظل حضور مغربي رسمي قوي، متمثلا في الوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي اضريس ونظيره المكلف بالميزانية، ادريس الأزمي، ونظيرهما المكلف بالعلاقات مع البرلمان، عبد العزيز العماري، فضلا عن مسؤوليين ترابيين من رؤساء جهات وعمداء ورؤساء جماعات ومنتخبين، تم افتتاح الدورة ال7 لقمة شبكة المدن الإفريقية بجوهانسبورغ أمس الأحد 29 نونبر لتستمر إلى 3 دجنبر 2015. أجواء افتتاح القمة، والكلمات الافتتاحية الرسمية، التي تم إلقاؤها بالمناسبة، خلقت الارتياح الكبير لدن الوفد المغربي، الذي كان متوجسا من وقوع انزياح سياسي أو تشويشات للأطراف المناوئة الحاضرة في القمة، وفي مقدمتها الجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو. وهو الارتياح، الذي عبر عنه مجموعة من أعضاء الوفد الرسمي، لجريدة "الأحداث المغربية" مؤكدين على اليقظة والتأهب الكبيرين، الذين أبان عنهما الوفد للتأكيد على الحضور الفعال للمغرب وأيضا موقعه ومكانته ضمن الدول المشاركة في القمة، والتصدي للمناورات. لكنهم، مع ذلك، شددوا على ضرورة الاحتفاظ باليقظة على أعلى درجاتها تحسبا لأي طارئ. القمة، التي تحمل شعار :"بناء مستقبل إفريقيا بساكنتها، إسهام السلطات الترابية في رؤية 2063″، تحدد رأسا الرهانات المسطرة لأشغالها، وترسم خارطة طريق للخلاصات والتوصيات، التي من المتوقع أن تنبثق عنها. وفي هذا السياق، فقد أجمعت الكلمات المتعاقبة، في الافتتاح الرسمي، والتي جاءت على لسان مسؤولين ممثلين عن المنظمات الإفريقية ومسؤولين سياسيين بجنوب إفريقيا، على التأكيد على أن مستقبل إفريقيا هو بيد شعوبها، وعلى أن ازدهار القارة السمراء يتحقق بالضرورة عبر تملك ساكنتها لمصيرها وصناعتها لمستقبلها من خلال المشاركة والإسهام الفعالين في وضع السياسات العمومية المحلية. الديمقراطية المحلية، والحكامة، والشفافية، والنزاهة في التدبير، كلمات مفتاح لتحقيق التغيير المنشود من قبل الشعوب الإفريقية. وكانت حاضرة بقوة في الكلمات الافتتاحية، التي أبرزت بقوة طبيعة العوائق، التي تحول دون تحقق التنمية بدول إفريقيا. وحددت في هذا السياق، في مقدمة العوائق : الفساد، وغياب الحكامة، واللامسؤولية، وغياب الشفافية في التدبير، والافتقار إلى تصورات تنموية اندماجية، وغياب مقاربات تدبير مبتكرة. أيضا، وعلى مستوى القارة، نبهت المداخلات إلى غياب التنسيق والتعاون بين دول أفريقيا وغلبة الحسابات السياسوية الضيقة على حساب مصلحة الشعوب الإفريقية. وهي الرسالة القوية، التي جاءت على لسان خليفة صار، رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية. إذ قال إن "ازدهار إفريقيا رهين بالتخلص من الحسابات المرتبطة باللواءات والخصومات الصغيرة". وزاد موضحا : "يكفي أفريقيا من الشعارات. وعلى أفريقيا أن تصنع مستقبلها بيدها دون الاعتماد على مساعدة الآخر. لتكن لنا الثقة في مستقبل إفرقيا ولتكن لدينا الثقة في أنفسنا للننجح". واستطرد صار مؤكدا :"علينا بناء وعي إفريقي جديد. وبناء مواطن إفريقي يتملك الحق في المحاسبة والمساءلة. وذلك بغاية بناء مجالات ترابية حية تنبني على شراكة حقيقية بين السلطات المحلية والوطنية. فالسلطات الوطنية ممثلة في الحكومات عليها أن تمنح السلطات المحلية الإمكانيات والوسائل لتحقيق التنمية المحلية . ولن يتأتى تحقيق هذه الطموحات إلا عبر التأسيس لها من خلال بناء عقليات جديدة متشبعة بالشفافية والنزاهة ورافضة للفساد".