أكثر من 5000 مشارك من العالم وإفريقيا خاصة يلتقون بالعاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا جوهانسبورغ للتباحث وتبادل الخبرات بشأن الرهانات الكبرى وآفاق تنمية الجماعات المحلية بأفرقيا، حيث تجمعهم الدورة ال7 لقمة المدن الإفريقية، على مدى أيامها ال5. قمة شبكة مدن أفريقيا، التي سيترأس انطلاقة أشغالها رئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما صباح الأحد 29 نونبر وتستمر إلى 3 دجنبر 2015، تعرف مشاركة دولية واسعة ويحضرها وفد مغربي وازن يضم ما يناهز 80 رئيس جماعة ومنتخب محلي يتقدمهم رؤساء جهات كل من طنجة – تطوان – الحسيمة، إلياس العماري، وفاس – مكناس، امحند لعنصر، والرباط – سلا – القنيطرة عبد الصمد السكال، وأكادير – سوس – ماسة ابراهيم الحافيظي، إلى جانب عمدة الدارالبيضاء، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، عبد العزيز العماري، وعمدة فاس، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ادريس الأزمي. كما يتميز الوفد الرسمي كذلك بحضور خاص لمنتخبي الأقاليم الجنوبية، والمنتخبين الشباب والنساء. وتكتسي مشاركة ممثلي الجماعات الترابية المغربية في هذه القمة الإفريقية الهامة، خصوصية كبيرة، إذ تأتي مباشرة بعد أن أعطى جلالة الملك الانطلاقة الفعلية لتنفيذ الجهوية الموسعة ووضعه للنموذج التنموي للمجالات الترابية بالأقاليم الجنوبية وفق الجهوية الموسعة خلال زيارته الأخيرة للعيون. وتتغيى هذه المشاركة المكثفة للوفد المغربي، ليس فحسب على المستوى الكمي من حيث عدد المشاركين ولكن أيضا من حيث الاختيار النوعي لهم، تحقيق أهداف استيراتيجية حيث يعول عليها في تأكيد وتعزيز تجذر المغرب في عمقه الإفريقي ومصاحبة ودعم، من خلال التعاون اللامتمركز، سياسة جلالة الملك محمد السادس المتبصرة الموجهة إلى دول إفريقيا. وأيضا، وبشكل كبير، حماية مكتسبات المغرب في ما يتعلق بالتعاون اللامتمركز مثلما أسفرت عنه الدورة ال5 ل"أفريكسيتي"، التي انعقدت بمراكش سنة 2009 ، والدورة ال6 التي انعقدت بدكار سنة 2012، واللتان كرستا حظوة المغرب ضمن الجماعات الترابية الإفريقية. وفي هذا السياق، ستتميز مشاركة الوفد المغربي من خلال إسهام المنتخبين المحليين المغاربة المشاركين في القمة في الندوات والورشات المبرمجة، فضلا عن تقديم ورقتين تتعلق الأولى ب"التجربة المغربية في مجال اللامركزية وخاصة مع ورش الجهوية الموسعة". فيما تتعلق الورقة الثانية ب"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتأثيرها على التنمية في المناطق الفقيرة". وتهدف الدورة ال7 لقمة شبكة مدن أفريقيا، التي تحمل شعار "بناء مستقبل إفريقيا بساكنتها، إسهام السلطات الترابية في رؤية 2063 للاتحاد الإفريقي"، إلى تعبئة الفاعلين الأفارقة للإسهام في تحقيق رؤية أفرقيا 2063 واستقبال التزاماتهم بشأن تحقيق أجندة هذه الرؤية. علما أن القمة تؤكد تملك الأفارقة لأجندة أفريقيا 2063 وهو شرط تحقق بلورة الرؤية على أرض الواقع. هذا، وتُعتبر القمة نقطة تجمع لإعطاء انطلاقة جديدة للقارة الإفريقية. ويتضمن برنامج أشغال الدورة جلسات موضوعية تطرح للنقاش الرهانات الكبرى وآفاق تنمية الجماعات المحلية بأفرقيا، مثلما تراهن على ذلك الدورة ال7 للتظاهرة الإفريقية الضخمة من خلال شعارها، كما يتضمن جلسات مفتوحة تشارك فيها مختلف شبكات الجماعات الترابية وباقي الهيئات المعنية من خلال طرح مقترحات وأفكار بشأن سبل التنمية المحلية بأفريقيا. وأيضا، جلسات سياسية ستجمع عمداء المدن والمنتخبين المحليين مع المؤسسات الإفريقية والشركاء في التنمية. ودائما في سياق برنامج الدورة، ومن ضمن أبرز الأنشطة الهامة المبرمجة، هناك اجتماع الوزراء المكلفين بالشؤون العامة والإدارة الترابية والتنمية الحضرية. وتنظيم مائدة مستديرة يشارك فيها رؤساء دول أفريقيا سابقون دعموا تظاهرة "أفريكسيتي" وحركة الجماعات الترابية بأفريقيا. فضلا عن الحوار السياسي بين الوزراء وعمداء المدن والمنتخبين والمؤسسات الإفريقية والشركاء في التنمية. ثم، الجمع العام لمنظمة المدن الإفريقية والحكومات المحلية. وتراهن القمة، التي تقترح مواضيع من مثل "الطاقات المتجددة والانتقال الطاقي"، و"تكنولوجيا الإعلام والاتصال في تنمية المجالات الترابية" و"ولوج المنشئات العمومية"، و"الأمن الحضري"، و"الحلول المستدامة للنقل العمومي"، (تراهن) على حضور ممثلين عن السلطات الإدارية، والمنتخبين المحليين، ومقاولين، وجامعيين، وخبراء وعلى شركاء في التنمية متعددين. وبالموازاة مع قمة المدن الإفريقية، تنعقد كذلك الدورة ال7 للمعرض الدولي للمدن والجماعات الترابية بأفريقيا "أفريكسيتي"، الذي يقام على مساحة 10 ألف متر مربع ويشارك فيه ما يزيد عن 150 عارض من ضمنهم المغرب، تمثله في الرواق الخاص الذي يقيمه بالمناسبة كل من الجمعية المغربية لرؤساء المجالس البلدية ، و المديرية العامة للمجالس الترابية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والخطوط الجوية الملكية، وصندوق الإيداع والتدبير والمكتب الوطني للماء والكهرباء ووكالة مارشيكا . ويقدم معرض "أفريكسيتي"، الذي يهدف إلى منح دفعة قوية للاستثمارات وتحفيز التنمية الاقتصادية والمبادرات المتصلة بخلق فرص الشغل، صورة عن الوضع الحالي للسوق والمشاريع المتصلة بالمدن والجماعات الترابية بأفريقيا التي تحرك استثمارات تعد بعشرات المليارات من الأورو سنويا.