أسبوع كامل من مطاريق عقدة التفوق المغربي تنزل على رأس من جعلوا في الجزائر من جارهم القريب «عدوا». الضربات الموجعة لم تأت من تقارير مغربية يسهل تمييعها بحبل التكذيب الجاهز، بل جاءت من جهات محايدة ومراكز بحث وتصنيف لا يشق له غبار. آخر هذه الضربات جاءت من مركز «ستاتيستا»، المختص بالإحصاء الدولي، والذي صنف المغرب ضمن الدول الآمنة. جاء ذلك في أحدث تصنيف وزع الدول حسب وضعيتها الأمنية، وهو تصنيف يحدد مواقف الدول في تأطير سفر رعاياها ، وهو ما استغلته بعض الدول وخصوصا بريطانيا في توجيه وإرشاد مواطنيها. وداخل خارطة يملأها الذخان والنار، تتوالى حملات إرشاد وتحذير الرعايا الأوربيين الذين يتوجهون للسياحة في عدد من البلدان، حيث رسمت خطوط الأمان وحدود الخطر، وقامت الدول المعنية بحملات لتحذير السياح من السفر إلى الدول التي وصفت بأنها «غير آمنة للسفر»، حيث نشرت صحيفة«ذا إندبندنت» إحصائيات جديدة في خريطة أنشأها مركز "ستاتيستا"، المختص بالإحصاء الدولي عبر شبكة الانترنيت. المغرب الذي يغيض خصومه، وصفه بالإستثناء داخل هذه الخارطة الملتهبة، يوجد خارج دائرة الخطر التي تضم 18 بلدا، حيث ، نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم السفر إليها، وصنفتها في خانة الدول غير الآمنة، ومن بينها ليبيا وسورية والعراق وتونس وموريتانيا وأفغانستان.. ولأن الجزائر لا توجد في لائحة الأكثر تهديدا ولا في لائحة الأكثر آمانا، فقد امتنعت الوكالة الرسمية عن نشر الخبر، والحقيقة التي جاء بها هذا التصنيف وضع الجزائر ضمن ال 45 بلدا، التي تعد خطرة بشكل جزئي، وصنفتها في خانة البلدان الآمنة جزئيا، بسبب الاضطرابات المختلفة التي تعيشها هذه البلدان، ومن بينها الجزائر ومصر ودول الخليج وبعض دول الشرق الأوسط، في الوقت الذي وضع التصنيف المغرب ضمن خانة الدول الآمنة، والتي لم تحذر أي دولة رعاياها من السفر إليه. ولأن الغيرة يفضحها تطرف الحسد، فقد حاولت الوكالة الرسمية الجزائرية تقديم صورة للمغرب بعد صدور التصنيف، سمتها التعذيب الجماعي والإعتقالات العشوائية، وحولت احتجاجات أمانديس إلى ثورة قادمة، بل وحولت شوارعه إلى مرتع للجريمة والعصابات المنتشرة، ولأن ذاكرتها قصيرة، فقد تكفل جزائريون بتذكير غلاة الحسد، بالتقرير الذي صدر سنة 2014 عن معهد الاقتصاد والسلام الذي ينشط في الولاياتالمتحدة واستراليا حول مؤشر إدارة الأمن الداخلي، حيث تصدر المغرب منطقة شمال إفريقيا، متبوعا بتونس (79)، فيما جاءت الجزائر في المرتبة (114)، فموريتانيا (120)، وأخيرا ليبيا في المرتبة (133)، كما جاء المغرب ثانيا في كامل منطقة غرب إفريقيا بعد غانا. عبد الكبير اخشيشن