عممت وزارة الخارجية الفرنسية قبل أيام، الخارطة العالمية الجديدة لمواقع الخطر والبلدان التي لا تتمتع بالأمن الكافي، بهدف إنذار السياح الفرنسيين والأوروبيين الراغبين في السفر حول العالم، وإطلاع الرأي العام حول مكامن الخطر. الخارطة العالمية الجديدة تستثني المغرب، كالدولة العربية والإسلامية والإفريقية الوحيدة التي يمكن السفر إليها دون توقع التعرض للخطر، حيث وضعته الخارطة في عداد الدول الآمنة ( حذر عادي ) باللون الأخضر إلى جانب دول أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا والأرجنتين. الخارطة الجديدة لوزارة الخارجية الفرنسية، المنشورة بحر الأسبوع الماضي، تداركت هفوات خارطة سابقة كانت نفس الوزارة قد نشرتها في شتنبر 2014 وكانت قد وضعت فيها المغرب باللون الأصفر ( حذر مشدد ) اسوة بباقي دول شمال افريقيا، بعيد اغتيال الفرنسي هيرفي غورديل بالجزائر. تصنيف كان آنذاك قد أثار عديد ردود فعل من الدبلوماسيين المغاربة الذين نجحوا في نهاية الأمر من إعادة الأمور إلى نصابها، وإطلاع الجانب الفرنسي على حقيقة الأوضاع الأمنية في المغرب ومدى نجاعة المقاربة الأمنية المغربية في ردع المنظمات الدولية والإقليمية الناشطة في الإرهاب والتهريب الدولي للأموال والمخدرات والبشر، وتحديد بعد أحداث شارلي ايبدو في يناير 2015. الخارجية الفرنسية تضع المغرب اليوم في دائرة دولية آمنية، مشجعة بذلك على زيارته دون خطر وهو ما سينعكس حتما على إمكانيات الاستقطاب السياحي خلال هذه السنة والسنوات القادمة . بالمقابل تضع الخارطة 43 بلدا إسلاميا في لائحة البلدان ذات اللونين الأصفر والأحمر والتي لا تنصح رعاياها بالانتقال إليها إلا في حالة «الحاجة الملحة ». الجارة الجزائر توجد ضمن دول اللون الأصفر ( الحذر المشدد ) حيث تعتبر أن المناطق المتاخمة للعاصمة الجزائر، أقل من سبعين كيلو، هي مناطق خطيرة ويتوجب الحذر على مرتاديها. مصر أحد منافسي المغرب القدامى في المنطقة سياحيا، تلقت ضربة أخرى في الخارطة الجديدة لوزارة الخارجية الفرنسية، حيث اعتبرت دولة «لا يمكن السفر إليها إلا في الضرورة» وتحديدا منطقة سيناء . أوروبا أيضا نالت حظها في هذا التصنيف الفرنسي، حيث أن دولا عرفت باستتباب الأمن تاريخيا كتركيا وايطاليا، اللتان تضمان أجزاء خارج السيطرة الأمنية كهوامش المدن الإيطالية الكبرى حيث تكثر السرقات المنظمة والثلث الجنوبي الشرقي لتركيا، حيث تنشط التجارة والاتصالات بين ممثلي داعش وقبائل المنطقة، وألبانيا وصربيا اللتان تظهران باللون الأصفر على الخارطة.