مع بداية الدخول المدرسي، كشر بعض أساتذة الدعم والتقوية عن أنيابهم وشرعوا في استقطاب التلميذات والتلاميذ، مسخرين سماسرة وآليات وخطط للبحث عن زبناء للاستفادة من دروس الدعم والتقوية، مقابل مبالغ مالية مهمة أربكت جيوب أمهات وآباء وأولياء المتعلمين، لم تثنيهم القوانين ولا المذكرات الوزارية، الأكاديمية ولا حتى النيابية التي تحث على ضرورة تجنب ابتزاز التلاميذ وإغرائهم للاستفادة من نقط عالية. وفي محاولة للنبش في هذه الظاهرة، حصلنا على حقائق صادمة، جسدت بالملموس مدى خطورة هذه القضية، حيث لاحظت إعلانات وملصقات وضعت بالمكشوف على جدارات الثانويات التأهيلية الرازي، ابن عباد والقدس، وعلى واجهات الأكشاك والمقاهي والمكتبات الموجودة بأهم شوارع وأزقة مدينة سطات، تحث مضامينها الأمهات والآباء على تشجيع بناتهم وأولادهم من أجل الانخراط في عملية دروس الدعم والتقوية التي يقوم بها أساتذة (ذوو كفاءات عالية) في مواد الرياضيات، الفيزياء والعلوم الطبيعية، مقابل مبالغ مالية مناسبة. هذه الإعلانات مذيلة بأرقام هواتف المسؤولين عن هذه الدروس، مع الإشارة إلى أن الهدف منها هو بلوغ نقطة 20/20، كما دونت عناوين أماكن إجراء عملية الدعم والتقوية.
مصادر عليمة أكدت أن عملية استقطاب التلميذات والتلاميذ تقوم عبر مراحل عدة، تنطلق من المؤسسة التعليمية ومن الفصل الدراسي، حيث يرمي الأستاذ صنارته لاصطياد التلميذات والتلاميذ، يكون طعمها تلك المقدمة الطللية التي يتفنن فيها، عندما يرسم صورة قاتمة عن المنهاج الدراسي وصعوبة استيعابه بسبب كثرة الدروس وقلة التوقيت الزمني والاكتظاظ، مع الإشارة إلى التحديات التي ستواجههم خلال الامتحانات الإشهادية. ولتفادي الرسوب والفشل الدراسي، يحث التلاميذ على الانخراط في دروس الدعم والتقوية قصد الحصول على أعلى المعدلات، وقد تصل إلى 20/20. المصادر ذاتها، أشارت إلى أن بعض الأساتذة لم يقفوا عند هذا الحد، بل سخروا سماسرة ووسطاء للدعاية لمشروعهم، مقابل مبالغ مالية كعمولة على كل عملية استقطاب حسن حليم