وسائل النقل العابرة لمدينة زاوية الشيخ ليلة الخميس وطيلة يوم الجمعة، كانت مجبرة على «ضبط أنفاسها»، والتوقف لساعات في طوابير طويلة. والسبب أن الآلاف من سكان الزاوية، اعتصموا في الطريق ليلة الخميس وطيلة يوم الجمعة إلى ساعات متأخرة، بسبب وفاة شاب بسبب «الإهمال» بالمركز الصحي حسب السكان. الواقعة كما روتها ل«الأحداث المغربية» مصادر مختلفة من عين المكان تقول، إن «الشاب عبد اللطيف جعفري الذي يقطن بحي السعادة، كان يستحم مستعملا الفحم لتسخين الحمام، فتعرض لاختناق». وبينما تؤكد بعض المصادر بأنه «نقل في وضع حرج إلى المستشفى المحلي بالزاوية»، تؤكد أخرى أنه «نقل إلى المركز الصحي بالمدينة، غير أن عدم توفر هذا الأخير على الأوكسجين، بحيث كان الجهاز الوحيد معطلا، أفشل عملية إنقاذ حياة الشاب، فضلا عن عدم توفر المركز الصحي على طاقم للحراسة، مما استدعى نقل الضحية إلى مستشفى المولى إسماعيل بقصبة تادلة، لكنه فارق الحياة في الطريق». بمجرد ماتناهى إلى علم السكان خبر الوفاة حتى عم الغضب بزاوية الشيخ، ففي وقت وجيز لم يتجاوز نصف ساعة عن إعلان خبر وفاة الشاب، قامت مجموعة من شباب زاوية الشيخ ب«حشد» المئات من المواطنين والمواطنات، ونظمت مسيرة احتجاجا على تردي الوضع الصحي. بصوت جهوري صدحت حناجر الغاضبين: «عبد اللطيف مات مسكين كان خاصوا غير الأوكسجين»، «هذا عيب هذا عار الزاوية بلا سبيطار»... احتجاجات المتظاهرين، تواصلت في اليوم الموالي الجمعة 23 دجنبر، لكن هذه المرة بكثافة أكثر، حيث خرجت العشرات من تلاميذ ثانويتي الأطلس وأم الرومان، والتحق بهم المواطنون، فطافت الشوارع الرئيسية بالبلدة، وتوقفت أمام الباشوية، مرددة شعارات تندد ب«السياسة الصحية الفاشلة والتهميش الذي تعاني منه الساكنة». واصلت المسيرة طريقها إلى قنطرة حي اقور. وصبيحة السبت 24 من نفس الشهر عاد السكان للاحتجاج والاعتصام بالشوارع، حيث خرجوا في حشود كبيرة منذ الصباح إلى ساعات متأخرة من الليل، ما تسبب مرة أخرة في عرقلة السير. الكبيرة ثعبان