انطلقت صباح الأحد 25 دجنبر 2011 مسيرة تقدر بالآلاف من سكان زاوية الشيخ في ما أسموه “يوم الغضب الشعبي” احتجاجا على وفاة شاب من مدينتهم تعذر إسعافه بالأوكسجين بمركزهم الصحي بعد تعرضه للاختناق بالفحم. وانطلقت هذه المسيرة بعد تعميم نداء السبت 24 دجنبر 2011 دعا الى “ الاعتصام و الإضراب العام لإسقاط مندوب وزارة الصحة ووزيرة الصحة والباشا و قائد الدرك و لإسقاط المفسدين من المجلس البلدي...” على حد تعبيرمضمون النداء الذي عمم أيضا على صفحات الفايسبوك الاجتماعية. وأغلقت كل المحلات التجارية وعم غضب شعبي كبير مدينة زاوية الشيخ بعد وفاة الشاب عبد اللطيف المصلوحي، 29 سنة عازب، وأغلقت كل منافذ الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين زاوية الشيخ وفاس وزاوية الشيخ وبني ملال. وقال (عبد الرزاق.ف) أحد أصدقاء الهالك إن صديقه ( المصلوحي ) بعد الاستحمام “يوم الخميس 22 من دجنبر الجاري في “دوش” منزله حيث استعمل الفحم الخشبي لتسخينه و تعرض للاختناق، مضيفا أن عناصر الوقاية المدنية نقلت المصلوحي الى المركز الصحي حوالي الساعة السادسة مساء حيث قامت عناصر الوقاية المدنية بالإسعافات الأولية الى أن وصل ممرض فوضع آلة الأوكسجين للمصاب لكن بعد ذلك تبين أن القنينة فارغة من الأوكسجين، وقال نفس المتحدث إن الممرض نصحنا بالتوجه الى مستشفى المولى اسماعيل بتادلة حيث تم نقل المصلوحي الذي توفي دقائق معدودات بعد أن وضع له أنبوب الأوكسجين، وأضاف المتحدث نفسه أن طبيب المستعجلات أخبرنا أنه فارق الحياة حوالي الساعة 8 ليلا تقريبا” يضيف المتحدث. وحملت أسرة الفقيد وأصدقاءه المسؤولية كاملة الى مندوب الصحة خاصة وأن بعض سكان وشباب زاوية الشيخ سبق لهم أن طالبوا في لقاء يوم 9/11/11 مع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة تجهيز مركزهم بما يلزم من معدات منها قنينات الأوكسجين وتعيين الأطر الطبية الكافية ومختبر للتحليلات ... وأكد المتحدثون ل”التجديد” أن اجتماعا آخر عقد بينهم وبين باشا المدينة ومندوب الصحة بمقر الباشوية يوم 21 من نفس الشهر لتجديد المطالب الحيوية للساكنة في الميدان الصحي و فتح تحقيق في ظروف وملابسات وفاة المصلوحي ومحاسبة المتورطين. وللإشارة فإن أسرة الهالك ومن يؤازرها من السكان وممثلي المجتمع المدني وتلاميذ ثانويتي الأطلس وأم الرمان الذين قاطعوا الدراسة اتخذوا من نقطة بمنطقة إقور بالطريق رقم 8 مكانا لاعتصامهم يرددون فيه شعارات منددة بالاقصاء والتهميش والحكرة ...فيما مجموعات من شباب الزاوية تتراوح أعمارهم ما بين 12 وثلاثين سنة من العمر تجمهروا على شكل “ميليشيات “ونصبوا حواجز حجرية في مداخل المدينة وقطعوا بذلك حركة المرور بالطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين زاوية الشيخ وبني ملال من جهة وبين زاوية الشيخ وفاس من جهة ثانية منذ يوم 22 /12/11. و تعرض مراسل “التجديد” للتفتيش والتحقق من هويته عدة مرات من قبل هذه “الميليشيات “ كما تم منعه من وصول المعتصم بعنف، و لم يتمكن من دخوله الا بحماية شباب منضوون تحت هيأة سياسية وفصائل جمعوية. كما أن رجال الأمن والدرك نصبوا بدورهم حواجز أمنية عند مفترق الطرق بين قصبة تادلة وفاس قبل زاوية الشيخ ب 35 كلم تقريبا ومنعوا السيارات والشاحنات والحافلات من استعمال الطريق الوطنية رقم 8 تفاديا لأي تطورات. ورابضت العديد من الشاحنات بحمولاتها المتنوعة بمحطات البنزين بالقرب من قصبة تادلة فيما بقيت عدة عربات أخرى من جميع الأنواع عالقة داخل زاوية الشيخ لم يسمح لها بالانصراف من قبل “مليشيات” الشباب. وحسب المعطيات الأولى فإن الأمر إن استمر على ما هو عليه ينبئ بانفلات أمني خطير وبسد أبواب التمويل على زاوية الشيخ أولا وكذلك على فاس ومراكش لأن الطريق الوطنية رقم 8 تعتبر المعبر الوحيد بين الشمال والجنوب بهذه المنطقة .