خرج مئات المواطنين من سكان زاوية الشيخ، مساء يوم الجمعة الماضي، في مسيرة احتجاجية على تردي الأوضاع الصحية وغياب مجموعة من الخدمات الطبية في المدينة، استجابة لنداء سبق أن وجهته مجموعة «شباب زاوية الشيخ ضد الفساد» وفعاليات جمعوية وحقوقية من المدينة. وانطلقت الاحتجاجات بوقفة أمام المركز الصحي في مدينة زاوية الشيخ، لتتحول بعدها إلى مسيرةٍ قدر المنظمون عدد المشاركين فيها بحوالي ثلاثة آلاف مشارك. وقد انطلقت المسيرة من أمام المركز الصحي ومرت عبر شارع الداخلة في اتجاه الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين بني ملال وفاس، ثم جال المتظاهرون في حي إيقور قبل العودة عبر نفس المسار للوقوف أمام المركز الصحي. وردد المشاركون، الذين كانوا من مختلف الفئات العمرية، شعارات طالبوا من خلالها بتوفير الخدمات الصحية وجودة الخدمات الطبية لسكان مدينة تقدر بحوالي 30 ألف نسمة، وضعت وزارة الصحة رهن إشارتها طبيبا واحدا وسبعة ممرضين. وأوضح نور الدين عرفاوي، وهو فاعل جمعوي وناشط إعلامي، أن «هناك تراجعا خطيرا على مستوى الخدمات الصحية في المدينة لا يمكن معه تلبية حاجيات السكان الصحية، علما بأن مستوصف مدينة زاوية الشيخ يستقبل وافدين من جماعات ودواوير جبلية مجاورة». ومن جهته، أكد عضو مجموعة «شباب زاوية الشيخ ضد الفساد»، عبد العالي حمزاوي، في كلمة ألقاها خلال المسير ة الاحتجاجية، أن «نقائص كثيرة يعرفها المركز الصحي على مستوى التطبيب والتمريض والتجهيزات، وخصوصا دار الولادة». واستنكر المحتجون تنصل مسؤولي وزارة الصحة من وعودهم السابقة؛ ولم تنفع الالتزامات التي سبق أن قدمها مندوب الصحة في بني ملال، الذي حل بزاوية الشيخ بطلب من رئيس المجلس البلدي، واجتمع بممثلين عن «شباب زاوية الشيخ ضد الفساد» وجمعيات المجتمع المدني، في إقناع المحتجين بإلغاء مسيرتهم الاحتجاجية؛ وألقى رحال واحدي الفاعل الجمعوي كلمة باسم المحتجين أكد من خلالها أن المدينة يتجاهلها مسؤولو وزارة الصحة، محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، وألح على مجموعة من المطالب أهمها الزيادة في عدد الأطباء والممرضين والتقنيين والأعوان بما يضمن الخدمة ليلا ونهارا، وإجراء بعض الأطباء المتخصصين الفحوصات للمرضى في المدينة بشكل أسبوعي، وتوفير راديو الفحص بالأشعة، وتشغيل مختبر التحليلات الطبية، وتوفير الأدوية للفقراء وذوي الأمراض المزمنة مع إشهار لائحتها، وإحداث جناح للترويض الطبي، وتجهيز المؤسسة الصحية بالأكسجين ومكيفات الهواء وخاصة بدار الولادة، وإحداث مستوصفات بالأحياء البعيدة وسط المدينة، وتفعيل مصلحة حفظ الصحة والصحة المدرسية. وكانت تنسيقية حركة 20 فبراير قد انضمت إلى المسيرة الاحتجاجية وساهمت في تأطيرها، لتذكر خلالها بالمطالب والبرنامج النضالي للحركة في المدينة، خصوصا في شقه الاجتماعي المتعلق بغلاء فواتير الماء والكهرباء، والربط بشبكة التطهير السائل، وإحداث مؤسسة للتكوين المهني والتقني، وإنشاء مركبين رياضي وثقافي، وكشف ملفات الفساد والبطء في معالجة الملفات المعروضة على محكمة السدد، والمطالبة بإيجاد حل للأراضي الحبسية التي تعيق تنمية المدينة.