مظهر مثير للحزن والشفقة ذلك الذي بدت عليه القنوات المغربية وهي تتعاطى مع فوز فريق المغرب الفاسي بكأس “الكاف”. دوزيم، الأولى،”ميدي ان تي في” والرياضية، لم تستطع واحدة منها أن تنقل للمشاهدين لقطة يتيمة حتى، من المباراة النهائية التي انتزع فيها “الماص” الكأس بجدارة. والسبب كما لا يخفى احتكار “الجزيرة الرياضية” لأغلب التظاهرات الكروية الإفريقية. وفرض مبالغ خيالية على أي جهة إعلامية في كل قطر عربي تريد تلبية حاجة مشاهديها في الفرجة. كل المواعيد الرياضية بقنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وبقناة عين السبع وكذا بالقناة التي سوقت نفسها في البداية بماركة مغاربية قبل أن تكتشف حجمها الحقيقي وتتحول إلى قناة “طنجاوية”، ظلت تحوم حول حدث المباراة بالكلام فقط. البلاطوهات التي أعدت لنقاش المقابلة والتعليق عليها، والبرامج التي من عادتها تقديم حصيلة الأسبوع الرياضي وفي مقدمة عناوينها أشهرت مباراة نهاية “الكاف”، كلها كانت تعطي الانطباع للمشاهد أنه أمام طبق رياضي دسم. إلا أن خيبة الأمل كانت نصيبه الأخير من هذه البرامج والمواعيد. لا صور عن أطوار المقابلة ولا عن الهدف الفاسي في شباك الإفريقي التونسي ولا عن الضربات الترجيحية التي منحت الغلبة ل”أشبال الطاوسي” ولا لقطات عن محاولات التهديف وأقوى اللحظات في المقابلة. مجرد تعاليق و”تحليلات” تفترض أن المشاهد تابع مباراة نهاية كأس الكونفدرالية الإفريقية في قناة ما. ومن لم يتابعها فإن الأحاديث الدائرة أمامه في هذه البرامج ستبدو له كأنها أحاديث طرشان لن “يقشع” منها شيئا. الغريب في الأمر أن هذه البرامج الرياضية المبثوثة يومي الأحد والإثنين، بدت متفقة على حيلة واحدة تنقذ بها نفسها من ورطة عدم امتلاكها حقوق بث أبرز لقطات المباراة وأهدافها. تركيز مبالغ فيه على أجواء الفرحة التي تلت الفوز بالكأس، وسيولة في التصريحات المأخوذة من اللاعبين والمسيرين واهتمام أكثر من الحد المعقول بالتحليل التقني لمباراة بدون صور. ألم يكن طريفا هذه المرة أيضا الاستعانة ب”البلاي ستيشن” كما فعلت الرياضية في كأس العالم الأخير في محاولة للتغطية على عجز مثير للشفقة؟