كما هو معلوم سيحرم المشاهد المغربي مرة أخرى من متابعة إحدى مباريات المنتخب المغربي لكرة القدم والتي ستجمعه بنظيره التنزاني برسم الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا للأمم، وذلك بسبب المطالب المالية المبالغ فيها لقناة الجزيرة الرياضية التي تملك حقوق النقل الحصري بموجب عقد يربطها بالإتحاد الإفريقي لكرة القدم. وكما تمت الإشارة إليه في عدد يوم الخميس فقد طالبت القناة القطرية من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بدفع مليون دولار للإستفادة من نقل المباراة المذكورة على القناة الأولى الأرضية، باعتبار أن الجزيرة الرياضية تحتكر المنافسات القارية، ومن ضمنها تصفيات كأس إفريقيا للأمم، دوري عصبة الأبطال وكأس الإتحاد الإفريقي. وهذا منطق لايقبله العقل مادام المبلغ المطروح يفوق بكثير الإمكانيات المادية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، خاصة وأنها سبقت أن رفضت في أكثر من مناسبة مثل هذا الإبتزاز من القناة القطرية التي تتعامل مع المسؤولين المغاربة بنوع من الشوفينية بسبب التوجه العام لهذه الأخيرة في التعامل مع بعض الأحداث التي يعرفها المغرب. وقد بررت إدارة القناة القطرية مطلبها هذا على الصعوبات التي سيواجهها تقنيو الجزيرة الرياضية في تأمين النقل التلفزي لهذه المباراة من تنزانيا التي تفتقر على أبسط تقنيات البث وتتوفر على قناة أرضية بمعدات متهالكة وتبث برامجها لمدة ثماني ساعات في اليوم. وهذا ليس مبررا كافيا لأن تبالغ القناة القطرية في مطالبها المالية، خاصة وأنها حرمت المشاهدين المغاربة في أكثر من مناسبة من متابعة بعض التظاهرات الدولية، نذكر منها نهائيات كاس العالم التي احتضنتها جنوب إفريقيا، وإن كانت في نهاية المطاف قد تصدقت بثلثي مباريات المونديال مجانا إلى جميع الدول العربية. والخلاف القائم بين القناة القطرية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ليس وليد اليوم، بل يعود إلى الموسم ماقبل الماضي بعد شراء الجزيرة الرياضية لشركة راديو وتلفزيون العرب (أرتي)، والتي كانت تملك حقوق النقل التلفزي لمنافسات البطولة الوطنية مقابل مبالغ مالية مهمة كانت تستفيد منها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكن فوز التلفزيون المغربي بصفقة نقل منافسات الدوري المحلي على حساب القناة القطرية التي عجزت في تجديد العقد، مما جعلها تكيل للشركة الوطنية بمكيالين من خلال مطالبها التعجيزية. ومشكل النقل التلفزي ينطبق على التلفزيون المغربي دون غيره من الدول العربية المجاورة التي يتم نقل منتخبات بلدانها لكونها تحسن التفاوض وتضع صورة المشاهد المغربي في المقام الأول هذا من جهة، أو لأنها تتوفر على قمر اصطناعي (ساتيليت) يتم تثبيته في البلدان التي تواجهها مما يسهل عملية البث المباشر لمبارياتها، كما هو الشأن للمنتخبات والأندية المصرية. فالمغرب أصبح عاجزا عن عن تحقيق رغبة مشاهديه في نقل مباريات المنتخبات والأندية الوطنية في المنافسات القارية، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة بين العديد من القنوات في احتكار النقل الحصري للتظاهرات العالمية، إضافة على التكاليف المرتفعة التي تطالب بها هذه القنوات للنقل المباشر لمختلف المباريات. وكالعادة يجد المشاهد المغربي نفسه أمام اختيارين، إما البحث عن بعض القنوات التي تتم قرصنتها عن طريق التشفير، أو متابعة هذه المباريات عن طريق المقاهي التي تتوفر على البطاقة الممغنطسة لقناة الجزيرة الرياضية. سؤال إلى المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أين تذهب أموال الشعب التي يتم اقتطاعها لصالح القطب العمومي، خاصة أن بعض العاملين بإحدى القنوات المختصة تتوصل برواتب شهرية مثيرة للجدل.