أثار احتكار قناة الجزيرة الرياضية القطرية لحقوق نقل مباريات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي انطلقت أول أمس الأحد في أنغولا وتستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري، (أثار) استياء الجمهور في الوطن العربي خصوصا في شمال إفريقيا الممثلة بثلاثة منتخبات هي مصر والجزائر وتونس. ومرد هذا الاستياء مغالاة قناة الجزيرة في مطالبها لبيع جزء من حقوقها لتليفزيونات هذه الدول حيث تطلب في سبيل نقل 10 مقابلات فقط 10 ملايين دولار وهو ما ليس في طاقة هذه التلفزيونات. ويتهم متخصصون في الإعلام القناة القطرية بالسعي إلى احتكار المشهد الإعلامي الرياضي في الوطن العربي من خلال شراء مجموعة قنوات ART وإضافة حقوق نقل التظاهرات التي كانت في ملكية هذه الأخيرة إلى باقة قنواتها التي تتضمن دوري أبطال أوروبا ودوريات إسبانيا وإيطاليا والأرجنتين والبرتغال وفرنسا. وأمام تعنت «الجزيرة الرياضية» وتشبثها بمبلغ 10 ملايين دولار رفض التلفزيونان المصري والتونسي الخضوع ل «ابتزاز» «الجزيرة» مفضلين استثمار هذه الأموال في مشاريع تنموية في البلدين عوض «إهدارها» في مقابلات كرة القدم التي تبقى مجرد لعبة رياضية. ونال الرفض المصري والتونسي مساندة كبيرة من طرف مواطني البلدين، وبدأ هؤلاء في البحث عن بدائل أخرى لمتابعة المونديال الإفريقي من خلال التقاط قنوات أوروبية مثل (bbc2) و( ARD الألمانية) و(TF-1 الفرنسية). ويطرح إشكال آخر في بعض الدول العربية بعد تفويت مجموعة ART إلى الجزيرة الرياضية، حيث حرمت هذه الأخيرة زبناء الأولى من مواصلة متابعة التظاهرات التي كانت في ملكيتها. ونقلت مصادر إعلامية جزائرية أن مجموعة من المتضررين من بيع قناة " الآرتي " للجزيرة الرياضية يتجهون إلى مقاضاة القناة السعودية بسبب تحايلها على المشاهدين الجزائريين . ويسعى مجموعة من الشباب إلى القيام بمساعي لجمع أكبر عدد من التوقيعات ورفع دعوى قضائية ضد رجل الأعمال السعودي صلاح كامل مالك قنوات الآرتي بعد أن قام ببيع حقوق المنافسات الرياضية التي يحتكرها للجزيرة الرياضية دون أن يقدم تعويضات. وتفاجأت الجماهير الجزائرية من عدم صلاحيات البطاقات الذكية للآرتي ساعات فقط بعد التنازل عنها لصالح القناة القطرية، رغم أنهم دفعوا قيمة تقارب (100 دولار) كقيمة إشتراك بهدف متابعة كأسي إفريقيا والعالم. وحاولت قناة الجزيرة الرياضية تدارك ذلك من خلال فتح قنواتها المشفرة إلى غاية القناة رقم ثمانية، لكن اللغز المحيّر هو أن القناتين المشفرتين (+9 و+10) والتي خصصت لمنافسة كأس إفريقيا لم تعد تشتغل، وهو ما جعل المشاهد الجزائري يستشيط غضبا وحنقة على الجزيرة الرياضية وART .