بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس الذي انتقد فيه عمل بعض قنصليات المملكة في بلدان إقامة الجالية المغربية , أقدمت قنصلية المغرب ببولونيا في وسط إيطاليا على التدخل من أجل نقل جثماني مغربيتين إلى موطنهم الأصلي. وقال عبد الحق الوهيبي، والد الفتاتين الهالكتين خديجة وهاجر، البالغتين من العمر على التوالي 18 و9 سنوات، في اتصال هاتفي مع جريدة «الأحداث المغربية» إن مسؤولي القنصلية اتصلوا به وأخبروه أن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة هي من سيتكفل بجميع مصاريف نقل الجثمانين إلى الدارالبيضاء، موضحا أن «القنصلية أشرفت على جميع الإجراءات الضرورية، وسينقل في أول رحلة، اليوم الإثنين 10 غشت، من مطار بولونيا إلى مطار محمد الخامس لينقل إلى بيت العائلة بسباتة». وتم تنظيم حفل تأبين للضحيتين بمنزل العائلة، بعدما أدت جموع غفيرة من المغاربة والمسلمين المقيمين في المدينة صلاة الجنازة بعد صلاة عصر أمس الأحد بأحد مساجد المدينة. وكانت عملية جمع التبرعات، التي أطلقتها بلدية ساسوولو تضامنا مع أسرة الوهيبي، قد خلفت استنكار ناشطين جمعويين من أفراد الجالية رغم استحسانهم لمبادرة المجلس البلدي، حيث أعابوا على المصالح القنصلية ببولونيا تأخرها في الاتصال بأسرة الفقيدتين من أجل الاطلاع على أحوالها بعد المصاب الجلل. وكانت مدينة ساسولو قد أعلن يوم، الخميس 6 ، يوم حداد، إذ نكست فيه الاعلام بجميع المؤسسات الحكومية والبلدية ترحما وتضامنا على روح الفتاتين. ولا تزال الشقيقة الثالثة للضحيتين، خولة البالغة من العمر 21 عاما، ترقد في غرفة العناية المركزة في حالة حرجة. وكانت الفتيات الثلاثة قد توجهن إلى وادي «سيكيا» بمدينة ساسوولو وسبحن في مكان تمنع فيه السباحة، الأمر الذي حال دون تمكن الأخوات الثلاث من الخروج من الوادي، فيما نجت أختهن الرابعة (11 سنة) التي كانت تستعد للحاق بهن، حيث فوجئت بمشهد غرق أخواتها، لتقوم بإخطار رجال الوقاية المدنية. هشام الفرجي