انتهت حرب رمضان الإعلامية التي شبت بابن زهر حول رئاسة الجامعة بتعيين الدكتور عمر حيلي رئيسا لولاية ثانية، جاء ذلك في المجلس الحكومي المنعقد يوم الأربعاء الاخير، ليكون بذلك وضع الثقة في الرئيس السابق من اجل مواصلة مجموعة من الأوراش الجامعية المفتوحة، والتي مكنت ابن زهر لأول مرة من القضاء على مشكل الاكتضاض الذي وصف لسنوات بالمعضلة الحقيقية والمرض المزمن. وكانت حربا إعلامية شرسة وخاطفة أعطيت لها الانطلاقة بشكل مفاجئ في رمضان وبالضبط خلال الاسبوع الذي كان من المنتظر ان تتم فيه تسمية الرئيس الجديد في مجلس حكومي، وبحسب المحتجين فقد تم تحريكها بفعل فاعل، واستعملت فيها كل الاشكال التي وصلت حد استعمال "الضربات من تحت الحزام" وقوبلت بوقفة احتجاجية أمام رئاسة الجامعة من قبل أساتذة وأطر وطلبة بابن زهر اعتبروا خلالها أن جامعة ابن زهر هي المتضررة وأنها " ضربت في مقتل " إذ كان بالإمكان أن يكون التنافس شريفا من خلال المسار العلمي والبرنامج البديل المزمع إنجازه وليس ب "ضرب بالمكتسابت عرض الحائط" مع أنها تعد ملكا لكل العاملين بهذه الجامعة، ساهموا فيه، وليست من أفضال الرئيس وحده حتى يتم الدوس عليها من اجل النيل منه" واعتبر أساتذة ابن زهر أن ولاية عمر حيلي قد عرفت تطورا على مستوى البينات التحتية والتجهيزات كما على المستوى التربوي.
مجموعة من الفعاليات الجامعية حتى تلك التي فضلت الصمت والتواري خلال تلك الحرب الخاطفة اعتبرت قرار المجلس الحكومي حكيما، جاء في الصميم، واتخذ قراره بعيدا عن المزايدات السياسية بترجيح صوت الحكمة والعقل وهو يعين عمر حيلي رئيسا من منطلق ومنطق "الرجل المناسب في المكان المناسب" بعيدا عن الحسابات السياسية للذين اعتبروا أن المرشح المنافس للرئيس المنتهية ولايته يعتبر مرشحا للبيجيدي من اجل بسط سيطرة الحزب على ابن زهر . عمر حيلي وصل إلى رئاسة الجامعة بعد مسار علمي طويل، بدأ بحصوله على الإجازة في اللغة العربية وآدابها سنة 1984 بالرباط، ثم عين أستاذا باحثا بجامعة ابن زهر بأكادير، ومنها حصل على دكتوراه الدولة وعين سابقا نائبا لرئيس الجامعة، ثم رئيسا للجامعة، ويوم الأربعاء عين للمرة الثانية على التوالي رئيسا على أكبر جامعة بالمغرب على مستوى الامتداد الجغرافي. عدة أوراش أنجزت خلال هذه الولاية السابقة ومكنت لأول مرة من القضاء على الاكتضاض أهمها ملحقة ابن زهر ، والكلية المتعددة التخصصات بتارودانت، التي تتميز باحتضان التخصصات ذات التوجه الفلاحي، إلى جانب الكلية المتعددة التخصصات بورزازات التي تميزت باحتضان شعب مهن السينما. القطب الجامعي بأيت ملول سيحتضن الطلبة خلال هذه السنة وقد شرع في تثبيت المقاعد كآخر محطة من مسار البناء والتجهيز، إلى جانب مشروع القطب الجامعي الذي سيعلن من خلاله عن مدينة جامعية داخل أكادير ستمتد فوق 53 هكتارا، وتعد كلية الطب والمستشفى الجامعي واحدة من امتداداتها فوق عقار ينطلق من المنطقة الجامعية ويمتد على مساحة شاسعة بمدخل أكادير. كما ظهرت على المستوى التربوي عدة ماسترات وإجازات ممهننة داخل جامعة ابن زهر، تخص قطاع الإعلام والصحافة، والسياحة .