كلهم كانوا في الموعد ينتظرون إطلالته وصعوده إلى المنصة، وما أن قدمه منشطا سهرة اليوم الثاني من سهرات مهرجان «تيميتار» بساحة الأمل، حتى ارتفعت الأصوات مهللة ومرحبة.. جماهير من مختلف الأعمار والأجناس جاؤوا رغبة في متابعة نمط الغناء الشعبي الذي يبرع الستاتي في أدائه.. كان صعود عبد العزيز الستاتي قد تأخر بعض الشيء، لكن هذا التأخر لم يزد الجمهور إلا إقبالا وتوافدا مستمرا، إلى أن غصت ساحة الأمل بآكادير بالجماهير التي حجت إليها لمتابعة الستاتي وهو يؤدي الأغنية التي اشتهرت به، واشتهر بها، مرددا: "عطيني الفيزا والباسبور.. من كازا لمارساي". كانت بداية الحفل باقتراح أشرك فيه الستاتي الجمهور، مخيرا إياهم بالانطلاق في وصلته بأغاني ذات إيقاعات سريعة أو خفيفة، فكان الرد سريعا، بأن طالبه الجمهور بالإيقاع السريع، لتشرع الفرقة بمجرد أن أعطاها الستاتي الضوء الأخضر في العزف بأقصى سرعة، وما هي إلا ثوان حتى أطلقت الجماهير العنان للأجساد من أجل التماهي مع نغمات الأغاني الشعبية، والانخراط في رقص جماعي، أطرته نغمات الكمانجة التي "يرهقها" الستاتي بعزفه، لكي تبوح بأسرارها دون مواربة. غنى الستاتي فوق منصة ساحة الأمل عن "الفيزا والباسبور" وعن جمال "لْعَرْبِية" وحتى "الأمازيغية"، كما غنى للحب والهجرة السرية وآلام الاغتراب عندما ردد "باي باي يا مون آمور غدا يقلع البابور.. سافر وقطع البحر بلا فيزا بلا باسبور"، وبين هذا وذاك كان الجمهور وفيا لأداء مطربه المحبوب، حيث فاقت أعداد الجماهير خمسين ألف، قدموا من جميع أحياء آگادير، وحتى من المدن المجاورة من قبيل انزگان الدشيرة… ولرغبة الستاتي في مزيد من إمتاع جمهور «تيميتار» أدى أغاني من ريبرتوار فن الراي للشاب الخالد، فتفاعل معه الجمهور حين أدائه لها. كان عبد العزيز الستاتي قد صعد إلى المنصة وعقارب الساعة تشير إلى منتصف ليلة الخميس، وعشرين دقيقة، وحتى بعد أن تجاوزت الساعة الواحدة والنصف صباحا، كان الستاتي يحس أنه مازال في نفسه بقية غناء يستحق أن يؤديه أمام جمهور مدينة آگادير وزوارها، ممن حجوا خصيصا إلى ساحة الأمل منذ التاسعة من ليلة أول أمس الخميس لمتابعة سهرة المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي، التي بلغت أعداد الجمهور فيها ذروتها، حيث تعطلت حركة السير بمحيط ساحة الأمل، فلم يعد أغلب الوافدين يجدون موطئ قدم لهم بها، رغم المساحة الشاسعة التي تحتلها هذه الساحة التي تعد أحد مفاخر عاصمة سوس، لأنها تشكل الفضاء الأرحب الذي يحتضن جميع الأنشطة الإشعاعية التي تنظم بمدينة آگادير. رشيد قبول