تميزت الليلة الثانية من ليالي مهرجان «تيميتار» بتكريم لروح شاعر الأطلس ونجم الأغنية الأمازيغية الراحل محمد رويشة، وذلك بحضور ابنه «حمد الله رويشة»، الذي غنى على نهج أبيه مجموعة من الأغاني الأمازيغية. وظل الجمهور بمسرح الهواء الطلق ينتظر لحظة صعود حمد الله رويشة إلى المنصة، حيث اهتزت جنبات المسرح عندما تم إخبارهم على أن «الوتار» الذي سيغني به نجل رويشة هو «الوتار» الذي كان يعزف عليه الراحل محمد رويشة، وبأن صانعا تقليديا بمدينة أزرو صنع آلتين فقط من الوتار، الأولى يتم الاحتفاظ بها بمتحف باطما، والثاني سيعزف عليه حمد الله. الجمهور الذي حل بكثافة بمسرح الهواء الطلق، ظل ينتظر أن يسمع رائعة الراحل محمد رويشة وآخر عمل فني أنجزه قبل وفاته، أغنية «إيناس إيناس»، والتي صفق لها الجمهور طويلا وظل يرددها مع المجموعة، بل إن أصواتا تعالت من الجمهور ترددها بمجرد دخول مجموعة حمد الله رويشة إلى المنصة. فنون الأطلس المتوسط كانت حاضرة أيضا من خلال مشاركة الفنان الحجاوي والفنانة شريفة، حيث صدحت هذه الأخيرة بتماويت أو صدى جبال الأطلس، بالإضافة إلى الإيقاعات الراقصة للأطلس، والتي لا تخطئها الأذن. الحفل الذي نظم في إطار الليلة الثانية لمهرجان «تيميتار» في دورته التاسعة بمسرح الهواء الطلق، عرف كذلك خلطة موسيقية رائعة جمعت بين أنغام الشرق والغرب من خلال معزوفات موسيقية أطربت الجمهور، رغم حاجز اللغة، حيث قدمت فرقة «نوريوم ماشي» من أقصى الشرق من كوريا الجنوبية، هذه الفرقة التي نقلت إيقاعات من القارة الآسيوية، استطاعت أن تخلق تجاوبا مع الجمهور الحاضر بأنغامها وأزيائها والملامح الآسيوية لأعضاء المجموعة، التي استعملت آلات موسيقية تقليدية. ومن الشرق الأقصى إلى الشرق الأدنى والنغم العربي الأصيل، أتحفت عائشة رضوان ابنة قرية أيت عتاب بالأطلس الكبير جمهور «تيميتار» بأغاني من التراث العربي لعصر النهضة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. هذه الفنانة التي نشأت بفرنسا وأصبحت تعشق الفن العربي الأصيل، قدمت وصلات غنائية رفقة مجموعة موسيقية تضم عازفا على آلة القانون من مصر وعازفا على الناي من تونس وفلسطينيا على آلة العود، أما الإيقاع فقد كان لعازف لبناني لم يكن سوى زوج عائشة رضوان، التي غنت من الموشحات العربية تحفا لا تزال أذن عاشقي هذا الفن تأنس بها. من جهتها، تألقت الفنانة سميرة القاديري، ابنة مدينة تطوان وصاحبة الصوت الذي استطاع أن يغني بإيقاعات الضفتين من خلال أغاني أندلسية وأخرى من الموشحات العربية، كما استعرضت رفقة فرقة موسيقية ضمت جنسيات من حوض البحر الأبيض المتوسط مجموعة من المقطوعات الغنائية، التي تتغنى بالريف الجميل. أما منصة ساحة الأمل، فقد شهدت مشاركة كل من الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، الذي غنى لجمهوره أجمل أغانيه، كما تم عرض مجموعة أحواش من ورزازات، كما كان للإيقاعات الكناوية نصيبا من خلال مجموعة عزيز سحماوي ومن الجزائر محمد لمين.