اختتمت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان تيميتارمساء يوم السبت الماضي بساحة الأمل بأكَادير،على إيقاعات وأغاني مختلفة موريتانية ومغربية وجزائرية التي استقطبت جماهير غفيرة من أكَادير وضواحيها ومن مدن أخرى بداخل الجهة وخارجها،والتي تمتعت بألحان وأغاني نورا الموريتانية وفضيل الجزائري والداوي المغربي. كما كان متوقعا فقد عرف مهرجان تيمتيار في يومه الأخير حشودا بشرية هائلة جاءت من كل صوب، بعضها قطعت مسافات طويلة على الأرجل من أيت ملول وإنزكَان والدشيرة وأحياء مدينة أكَادير للإستمتاع بالسهرة الختامية التي اختارت لها اللجنة الفنية نجمين كبيرين في فن الراي (فضيل الملقب بأمير الراي الصغير) والأغنية المغربية الشعبية (الداودي)، واللذين خطفا الأضواء في السهرة الختامية من خلال تجاوبهما الكبير مع الجمهور الذي ردد أغانيهما المشهورة. وبخصوص الجانب اللوجستيكي، فيمكن القول عن التغطية الأمنية إنها كانت صارمة وحاضرة في كل أطوار المهرجان، حيث جُنِّدت مصالح أمنية مختلفة حوالي 700 رجل أمن من رجال الأمن الوطني والقوات المساعدة تحسبا لأي انفلات أوانزلاق، ولاسيما في يومي الجمعة والسبت،وقد ظهرت هذه اليقظة الأمنية في التدخلات السريعة لإيقاف بعض المشاغبين أواللصوص الذين ضبطوا متلبسين بعد أن تسللوا وسط الجمهور، وكذلك من خلال التفتيش لبعض المشبوهين فيهم خاصة في وسط الشباب. لكن الحراسة الخاصة، لم تكن في المستوى المطلوب وفي مستوى انتظارات المواطنين بشكل عام والصحافيين بشكل خاص، من خلال ما تعرضوا له من مضايقات واستفزازات مبالغ فيها من قبل الحراس الخاصيين، ولاسيما بالرواق المخصص للفنانين حيث منع الصحافيون أكثر من مرة من أخذ صور وتصريحات للفنانين بعين المكان، فضلا على منع جميع المصورين، وخاصة مصوري المنابر الإعلامية وصوري القناة الثانية والأولى الذين لم يرخص لهم لصعود المنصة، إلا بمشقة وبتدخلات، من أجل فقط تصوير فنان الراي فضيل، الذي خلق له المنظمون هالة زائدة عن اللزوم. فقد أثارت هذه المحاصرة الكثير من علامات الإستفهام والإستغراب، فلم يصعد فضيل إلى المنصة وينزل منها إلا وهومحاصر بعدد كبيرمن حراس خاصيين يطوقونه على طريقة أبطال الملاكمة، مما أثار سخرية العديد من الحاضرين وكذا الصحافيين الذين منعوا من الوصول إليه للتحدث معه، في الوقت الذي كان فيه ثلاثة وزارء (أخنوش، مزوار، الزناكَي..) يتحركون بتلقائية وسط الجماهير بدون حراسة لصيقة. وفي حفل استثنائي بامتياز، أقيم مساء يوم الجمعة 9 يوليوز الجاري، بمسرح الهواء الطلق بأكَادير الذي غصت مدرجاته بجمهور غفير من كل الأعمار، ألهبت المغنية هندي زهرة ابنة سوس المقيمة حاليا بفرنسا حماس جمهور مهرجان تيميتار، الذي تجاوب معها بشكل إيجابي وردد أغانيها عن الحب والألم والغربة التي قدمتها في كوكتيل وخليط متنوع بثلاث لغات إنجليزية وفرنسية وأمازيغية. وقد خلقت هندي زهرة الحدث في مهرجان تيميتاربأغانيها الشهيرة التي تضمنها ألبومها الصادرفي بداية هذه السنة بفرنسا،والذي حقق شهرة كبيرة مما جعلها ظاهرة الغناء ليس بفرنسا وحدها بل بأروبا وأمريكا خاصة أن موسيقاها عبارة عن بلوزوجازورنات شرقية وأمازيغية، زيادة على اهتمامها بالقيثار والآلات الموسيقية الأمازيغية التقليدية المشهورة بالمغرب والجزائر والطوارق. ويعود سحر أغانيها وألحان موسيقاها التي شدت إليها جمهورها إلى إحتوائها على مزيج موسيقي عالمي وخاصة الفولك والسول والبلوززيادة على الموسيقى الأمازيغية والإفريقية بجنوب الصحراء وخاصة موسيقى الطوارق وغيرها من الألوان الموسيقية التي وجدت هندي زهرة نفسها منجذبة إليها إلى حد الجنون كما عبرت عن ذلك في ندوة صحفية عقدتها قبيل صعودها منصة مسرح الهواء الطلق. لكن أغلبية أغانيها سجلتها باللغة الإنجليزية لتجذب إليها عشاق موسيقى الروك والجازبأمريكا وباقي الدول الأنجلوسكسونية،لوجود علاقة حميمية وروحية بينها وبين هذه الموسيقى التي تعلمتها بعصامية استثنائية لحنا وغناء وكلمات من تلقاء نفسها دون أن تأخذها من مدارس موسيقية ومعاهد مختصة لكن تعلمتها عن حب وعشق عميقين لهذه الموسيقى وجذورها التاريخية.وهذا أبانت المغنية هندي زهرة المتخصصة في المحاسبات،عن إطلاع قوي على تاريخ موسيقى الشعوب من خلال إجابتها المقنعة عن أسئلة الصحافيين في الندوة الصحفية المشارإليها أعلاه. هذا وتجدرالإشارة إلى أن هندي زهرة المقيمة بفرنسا من أبوين أمازيغيين ينحدران من منطقة سوس، وبالضبط بحي بنسركَاو بأكَادير، بالرغم أنها ازدادت بمدينة خريبكَة، في 16يونيو1979، حيث كان يشتغل والدها «محمد هندي». لكن سرعان ما رجعت أسرتها إلى حي بنسركَاو، الذي عاشت فيه طفولتها الأولى ودرست بمدرسة مجموعة البنك الشعبي بالدشيرة إلى أن بلغت القسم الخامس ابتدائي، قبل أن تقرر عائلتها أن ترحل إلى فرنسا، حيث هناك استقرت زهرة وتابعت دراستها في المدارس والمعاهد الفرنسية إلى أن حصلت على دبلوم عال في المحاسبة، وبالموازاة مع دراستها الأكاديمية والعلمية، اهتمت كذلك بالموسيقى التي شغفت بها مبكرا فتعلمت الغناء بالفرنسية والإنجليزية وكذا العزف على الآلات الموسيقية ولاسيما آلة «القيثار». وهكذا أسدل الستار على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان تيميتار،دون أن تسجل أي أحداث شغب أوعنف، كما عرفت الدورة في يومها الأخيرإقبالا شديدا قدرته جهات رسمية بأكثرمن 80 ألف متفرج بساحة الأمل، بالإضافة إلى ساحة بيجوان التي شدت إليها الشباب نظرا لمشاركة مجموعات فنية وموسيقية شبابية أقرب إلى فن الهيب الهوب مثل مجموعة هوسة ومجموعة رباب فيزيون بالمغرب، ومجموعة تريس كوروناس من كولومبيا.