تم مساء أول أمس الأربعاء بالرياض التوقيع من قبل الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وآلياتها التنفيذية بحضور العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. ووقع الرئيس اليمني عبد الله صالح على المبادرة الخليجية خلال حفل أقيم بقصر خادم الحرمين الشريفين، في ما قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وعن المعارضة على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية الهادفة إلى إخراج اليمن من الأزمة الراهنة التي يعيشها والتي استمرت حوالي عشرة أشهر. وقال العاهل السعودي في كلمة له خلال حفل التوقيع على المبادرة مخاطبا الأطراف اليمنية «اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم، تحتاج منكم اليقظة، وإدراك المصالح, وتحديد الأهداف». وشدد على أن الحرية بكل أشكالها لا يمكن لها أن تستقيم دون المسؤولية، مشيرا إلى أن نتيجة الاختلاف «هي الفوضى في متاهات لا يعلمها غير الحق جل جلاله». وأبرز أن المملكة العربية السعودية ستبقى كما كانت في الماضي، عوناً لليمنيين، وخاطبهم بقوله إن «هذا يستدعي منكم مواجهة التحديات القادمة بحكمة وصدق وشفافية» ودعاهم إلى التمسك بالحق، و إلى أن يكون طريقهم إلى ذلك الصبر والعمل»، لتحقيق آمالهم وطموحاتهم وأهدافهم النبيلة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في كلمة بالمناسبة إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الأزمة اليمنية كانت نابعة من حرصهم «على وقف نزيف الدم بين الأشقاء اليمنيين والوصول إلى حل سلمي يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ويحمي إنجازاته ومكتسباته الحضارية». وأشار إلى أن التوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية جاء ليتوج تلك الجهود وقطف ثمار ذلك العمل المخلص البناء بالتوقيع على هذه المبادرة وآلياتها التنفيذية, واصفا ذلك «بأنه لحظة تاريخية فاصلة». ومن جهته أعرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر عن سعادة الأممالمتحدة بهذه اللحظة بعد أن ساندت وبشكل قوي المبادرة الخليجية. وقال «إن هذا اليوم تاريخي، وحان الوقت للعمل من أجل بناء و إعمار اليمن، ونمسك يدا بيد من أجل المصالحة الوطنية، وتحقيق الأمن و الاستقرار»، مؤكدا أن الأممالمتحدة ستبقى دائما تعمل جنبا إلى جنب مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية لما فيه مصلحة اليمن. وأكد الرئيس علي عبدالله صالح في كلمة عقب توقيعه على المبادرة الخليجية تعاونه مع الحكومة المقبلة التي تضم أطراف المعارضة في تنفيذ المبادرة لحل الأزمة في اليمن داعيا المجتمع الدولي للمساعدة في متابعة تنفيذها بما يرضي جميع الأطراف. (أ. ف. ب/رويترز)